دبي الساحرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

من منا لا يحب دبي، هذه المدينة الساحرة متجددة الحيوية المتألقة على الدوام، شخصياً أعشقها وأحرص على السفر إليها ربما بشكل أسبوعي، فهي على كل حال لا تبعد عن منزلي في أبوظبي سوى ساعة تقريباً، لكنني اعتبره سفراً فعلاً، يكفي ذلك الشعور أنك على سفر، حتى لو لم تركب طائرة، لكنك حتماً في مدينة تحبها، مدينة، في كل زيارة تجد أشياء جديدة، لدرجة أنك تشعر بأنها المرة الأولى التي تزور فيها المدينة، فالشوارع مختلفة وقد تتوه لأنك لم تكن متابعاً للتطورات التي حدثت منذ آخر زيارة.

في الأسبوع الماضي خضت تجربة فريدة مع العائلة، فقد تجولنا في دبي من دون سيارة، استخدمنا الترام والمترو عوضاً عن السيارة، الواقع أنها تجربة جميلة، استمتعنا بها أنا والعيال، شعرنا كأننا في سفر، في رحلة إلى مدينة أخرى، لم نزرها من قبل، مدينة ليست أوروبية ولا آسيوية، بل ليست من عصرنا الحاضر، إنها مدينة تشبه مدن المستقبل التي نراها في الأفلام السينمائية، كل شيء إلكتروني، تشتري بطاقة ركوب المترو من أجهزة ذكية، والبوابات ذكية بل إن المترو من دون سائق، تطلب الطعام من شاشة إلكترونية، بل تستخدم البطاقات المصرفية للدفع فلست في حاجة إلى حمل النقود، وأكثر من ذلك فإنها مدينة باردة الأجواء فلست بحاجة للخروج إلى الشوارع والتعرض لحرارة الشمس والطقس الحار.

بينما ترى الناس يشتكون من الحر في كل مكان في العالم هذا العام، ويبدو أننا تأقلمنا على الأجواء الباردة لدرجة وجدنا أنفسنا في جبال الألب ومع وجود البطاريق التي تفاعلت مع الأطفال انتقلنا إلى القطب الجنوبي، لنكتشف أننا في «سكي دبي».

وما إن هبطنا من جبل التزلج حتى وجدنا أنفسنا بين الأسماك والحيوانات والطيور الملونة والتي جاءت من بيئات مختلفة مجتمعة في «دبي اكواريوم»، ورقص أطفالي على أنغام الموسيقى بجوار النافورة الراقصة، وشاهدوا عروض السيرك والفرق الغنائية الأوروبية المتجولة، ثم تجولت في الصين والهند وفارس وشمالي إفريقيا، وانتهى بي الأمر بجوار البحر في مطعم شعبي في جميرا، إنه فعلاً سحر، كيف يمكن الانتقال إلى كل هذه الأماكن من دون أن تغادر بلدك؟ كان المرح يسود كل الأماكن التي زرناها، وقد أكون نجحت في خداع أطفالي فقد شعروا فعلاً بأنهم في مدينة أخرى وأنهم مسافرون رغم أنهم لم يركبوا الطائرة، وربما ذلك سر تعلقهم بهذه المدينة المرحة السعيدة النابضة بالحياة على الدوام.

Email