على متن سحابة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كن على سحابة أحلامك خفيفاً.. في اتساع السماء لتتشبع روحك بالروحانية.. على سحابة تجوب بها الدنيا.. تتأمل الكون باختلافات أشكاله وألوانه وتضاريسه.. وإبداعات الخالق في السماء والأرض لتشعر وكأنك امتلكت القدرة على رسم لوحة الكون الفسيح البديع.. اكتب على صفحات قلبك بما تشعر لتسري تلك الأبجدية في شرايين روحك تلهمها بقمم الإيجابية والنقاء والطمأنينة.. واسبح في ملكوت السموات والأرض.. ليرتوي عقلك وفكرك وقلبك وحواسك..

تنفس بعمق شديد لتزفر من رئتيك وجسمك السموم العالقة وتنقيها لتعيدها لفطرتها.. تلك الأجواء بعيداً عن الحرائق البشرية ودخان ينفث يسمم تفكيرك.. شاهد العلو والسمو لترى صغائر الأمور والتوافه التي أرهقت نفسك بها.. وركز فقط على ذاتك لترتقي عن غجرية العقول.. وارسم لنفسك أحلاماً جديدة قبل أن تصل من تلك الرحلة.. ارسمها نقية سامية متفردة غير قابلة لتدخلات وتطفلات بشرية.. وأنت ما زلت على تلك السحابة امنح نفسك الجديد والتغير في كل شيء لتبدأ حياة مبدأها كن لنفسك كل شيء..

وفجر طاقاتك وقدراتك ومواهبك التي وهبها الله لك.. وارتكز على الأخلاق كبنية تحتية قوية أساسها حسن الظن بالله.. وحسن التوكل عليه.. وأدواتها حسن التعامل مع بشرية الكون.. ولا تنسَ نصيبك من الدنيا والآخرة في مشاريع تؤسس لك بيتاً جديداً بعيداً هناك لتعيش به منعماً بنسائم الجنان.. وازن بين أهدافك الدنيوية والأخروية لأنك تسعى للفطنة في النجاح والسعادة في الدارين.. لا يخلو طريقك في ذلك من منغصات وتحديات ولكن تذكر في رحلتك على تلك السحابة أنك أقوى في المواجهة وتتعلم المزيد من الدروس وتصقل عقلك بالخبرات لأنك تبني إنساناً قوياً.. بادر قبل كل شيء فالحياة سريعة والأيام تخطف عمرك تدريجياً فاخطف أنت بذكائك منها سويعات ولحظات لا تعوض لتكون في السجل وفي المقدمة..

ولتكن خطواتك لها أثر عميق لتبقى خالدة من بعدك تسطر لك مجداً.. جاهد نفسك الأمارة بالسوء بعقلك وفكرك لنهاية تتوجك بنجم السماء اللامع نوره في عتمة الظلام.. وكن لغيرك الغيمة الممطرة تحمل البشائر تروي القلوب القاحلة والعقول الخاوية.

Email