صوتك هو الفيصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

ها هي انتخابات المجلس الوطني الاتحادي على الأبواب، بعد أن بدأت ماكينة اللجنة الوطنية للانتخابات بالدوران، تمهيداً لإجراء هذه الانتخابات بعد نهاية الصيف، لكي تستكمل العملية الدستورية التي يرعاها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، لانتخاب، ومن ثم استكمال تشكيل الشق التشريعي من مؤسساتنا الدستورية.

وبالطبع، مع البدء بالإجراءات، يبدأ كثيرون بتقييم إمكاناتهم لتحديد إذا كانوا يريدون خوض الانتخابات، ليفوزوا بثقة شعب الإمارات العظيم، وهذا حق كفله الدستور والقانون، والتعليمات الناظمة للعملية الانتخابية، خاصة أن فكرة الانتخابات تتطلب وجود ممثلين لكافة فئات المجتمع، حسبما تفرزهم صناديق الاقتراع.

فالمجلس الوطني الاتحادي، برلمان الاتحاد، الذي يفترض أن يمثل شعب الإمارات بكافة مكوناته، وإلا فإنه سيتحول، لا سمح الله، إلى مجلس للنخبة، ولن يكون قادراً على فهم احتياجات الناس ومناقشتها مع الحكومة. هل من يحمل دكتوراه، مثلاً، سيكون لديه بالضرورة اطلاع على مشاكل التجار أو المزارعين؟.

أقول هذا، وقد استغربت اعتراض بعض الإخوة المواطنين على أسماء قيل إنها تعتزم الترشح لانتخابات المجلس الوطني، لأن الرفض، بالنسبة لنا كناخبين، له وسيلة دستورية واحدة، وهي صندوق الاقتراع، إما انتخاب مرشح ما أو مرشح آخر، أو الضغط على زر الامتناع عن التصويت. أما الاعتراض على الشخص المعني، غيبة ونميمة وفوقية أو إساءة شخصية، فهذه سلوكيات لا تنتمي لأخلاق الإمارات ولا لِقِيَمِها، عدا عن كونها مخالفات صريحة للقانون.

أخي المواطن، أختي المواطنة، صوتنا الانتخابي، وما يمليه علينا ضميرنا الوطني المتحضّر، ونحن أمام صندوق الاقتراع، هو الذي يضمن تلبية طموحات القيادة والوطن بانتخاب الأفضل تمثيلاً، والأكثر قدرة على الوجود في قاعة المجلس الوطني الاتحادي والتشريع باسم شعب دولة الإمارات العربية المتحدة العظيم.

نعم، إنه صوتنا نحن، صوتي وصوتكَ وصوتكِ، هو الفيصل والحكم بين هؤلاء المرشحين، ولكن لكي تكون نتيجة قرارنا سليمة، علينا واجبٌ أن نحسن الاختيار، ونضع منذ الآن المعايير الوطنية السليمة التي سنختار وفقاً لها، وليس فقط الشهادة العليا، فالبرلمان ليس قاعة محاضرات جامعية، كما أنه ليس حلبة مبارزة، إنه مساحة لإثراء العمل الوطني العام، وفي هذه المساحة، تلتقي الخبرات المتنوعة، والخلفيات المهنية والوظيفية المتعددة، لتشكل معاً خيرة الخيرة في تمثيل الإماراتيين والإماراتيات.

ومن المهم هنا، أن نتذكر أنه وفقاً لأمر صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، فإن نصف أعضاء هذا المجلس، سيكنَّ من أخواتنا وبناتنا شقائق الرجال، ولا شك لدي أنهنَّ سيثرين العمل التشريعي والتمثيلي بغنى تجاربهن وتنوعها، والمطلوب منا هنا، أن ندعم أخواتنا وبناتنا، لأنهنّ يستحقِقْنَ منا أن نعطيهن الفرصة لإبراز مهاراتهن وكفاءتهن وخلاصة تجاربهن.

انتخابات سعيدة يا شعب الإمارات.. انتخابات سعيدة يا دولة الإمارات.

 

Email