وجهة نظر

نداء تربوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تطورنا وتطور العلم والاقتصاد المعرفي ... ولكن هل مقابل ذلك تطور أبناؤنا في التمسك بالقيم لنرتقي؟

البنية الأساسية للتطور ترتكز على الأخلاق والقيم والوازع الديني والعادات والأعراف. ولكن للأسف مقابل ذلك التقدم الذكي والتكنولوجي وجدت ظواهر في المجتمع تتفشى بين الشباب في المدارس والأماكن العامة.. لمن نوجه أصابع الاتهام، للمجتمع، للمدارس أم للجهات التربوية؟

جيلنا اليوم إلى أين؟ إلى التنمر والآفات المفسدة للأخلاق. سابقاً كانت الأسرة متمسكة بالقيم والتربية الصحيحة، ورغم أن الأبوين غير متعلمين إلا أنهما يحملان الكثير من الخبرات لتعليم أبنائهما القيم الراسخة لحياة ناجحة. انهض من غفلتك لأنك في زمن المحمول الذكي، وكن على بصيرة لتكوين أسرة متمسكة بالأخلاق وبالقيم وبالصمود لمواصلة العلم والتسلح بمفردات الحياة السعيدة رغم التحديات ولصقل شخصيات لا ترضى بالهوان، فنحن لا نعيش بغابات وحوش لنتنمر، نحن بشر كرمنا الله بالعقل لنعمر الأرض بالأخلاق، فأين أنت من هذا ؟ ربوا أبناءكم على احترام أقرانهم في المجتمع والمدرسة، عاقبوهم، حفزوهم وكافئوهم.

كونوا على تواصل معهم، استمعوا لهمومهم، ناقشوهم، وكونوا على تواصل مع المدرسة لأننا معا لتخريج أجيال متمسكة بالدين والأخلاق والقيم، كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، المدرسة تتلقى طلبة من مستويات مختلفة في المجتمع، ولكن هل هناك شروط يوقع عليها ولي الأمر والطالب، هل هناك تواصل أسري مع المدرسة، وهل هناك تواصل أسري مع الأبناء. الحياة ليست تباهياً بالكماليات وتفاخر بالأبناء، التربية تحتاج إلى التوجيه المعنوي قبل المادي، إلى تواصل مستمر مع الأبناء حتى مشارف سن الرشد. كيف لمدرسة ومؤسسة تربوية أن تتكفل بكل هذا؟ أين دور الأسرة؟

الغفلة عن الأبناء وإعطاؤهم حرية لا حدود لها تؤدي إلى عواقب وخيمة، لسنا معصومين من الخطأ، ولكن الخطأ الذي لا يغفره لك المجتمع وحتى الأبناء أنك ليست لك شخصية عليهم وليست لك سلطة وخطة تربوية في تربيتهم على الأخلاق والقيم والاحترام. دولتنا تستثمر في الشباب والأطفال لأنهم عماد الوطن.

هم أساس التطور والتقدم. هم فخر لك ولوطنك، ونحن دولة تسعى جاهدة لإسعاد شعبها، فكونوا عند حسن ظن القيادة الرشيدة. المدارس تربي نعم ولكن بالتعاون مع ولي الأمر. الطالب لا يأتي للمدرسة ليأخذ فقط شهادة، ولكن يأتي ليتعلم ويترك أثراً وبصمة بأخلاقه وسمعته الطيبة. دعوة لكل أسرة أن تعيد النظر في تربية أبنائها حتى لا تنهار بسبب الغفلة. الأسرة والمدرسة والمؤسسات المجتمعية كلنا يد واحدة نحو بناء مجتمع رفيع المستوى علمياً وخلقياً.

Email