لا يخفى على أحد ما تواجهه دول الخليج العربي من تحديات وتهديدات من جهات لا تريد لهذه الدول أن تستمر في نهضتها ونموها الذي أبهر الجميع، والذي جعل دولة مثل الإمارات العربية المتحدة تحقق هذه الطفرة الهائلة في التنمية والتطور في فترة زمنية محدودة، بينما دولة أخرى غير عربية جارة لنا، لها تاريخ يعود لقرون عديدة وشهدت أراضيها حضارات، وتملك من الثروات ووسائل التطور الكثير، ولديها القدرة على إسعاد شعبها وتحقيق رفاهيته، لكنها رغم كل هذا تعيش في وشعبها في فقر وقهر وقمع وحصار دائم وعقوبات دولية مستمرة، وذلك بسبب سياساتها العدوانية وسعيها لتصدير الثورات وإشعال الحروب وزرع الميليشيات المسلحة في أراضي الدول، بحيث باتت هذه الدولة المسئول الأول عن عدم استقرار المنطقة.
مشكلة إيران أنها تعتقد أن جيرانها العرب لا يستطيعون مواجهتها، ولا تستوعب مدى قوة دول الخليج العربي وقدراتها العسكرية وجيوشها من أبنائها البواسل الذين يدافعون عن أوطانهم بشجاعة ويدافعون عن الحق والعدل في كل مكان.
إيران التي لا تحترم أي مواثيق وتعهدات دولية، ما زالت تشكل العقبة الرئيسة أمام أمن وسلامة منطقة الخليج العربي، وما زالت تفكر بأي وسيلة لإظهار عدائيتها، وللأسف الشديد أنهم جيران لنا وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسابع جار ولكننا نرى هذا الجار القريب الملاصق لنا يرفض العيش مع جيرانه بسلام، ولا يحترم سيادة جيرانه على أراضيهم، ولكن عندما انعقدت القمم العربية والإسلامية في مكة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في أواخر شهر رمضان للبحث حول الاعتداءات على السفن مقابل المياه الإقليمية لدولة الإمارات واعتداءات الحوثيين على خزانات النفط في السعودية، ومحاولة إطلاقهم الصواريخ الباليستية نحو مكة المكرمة التي شرفها الله بحمايته لها، هب الجميع ولبوا هذه الدعوة الكريمة، ووجهوا أصابع الاتهام للجار الشرير المسؤول عن التخريب والفوضى وإشعال الصراعات وتهديد الأمن في المنطقة، لقد جاءت هذه القمم لتعكس أولاً المكانة الكبيرة التي تحتلها المملكة العربية السعودية في قلوب العرب والمسلمين جميعاً، ولتؤكد أن الجميع يعرفون من هو الصديق ومن هو العدو الذي يتربص بنا ويهدد أمننا في بلادنا.
ما لم ترجع إيران عن سياساتها العدوانية تجاه جيرانها، وما لم تتخل عن تصدير ثورتها المزعومة والمؤامرات وإشعال النعرات الطائفية، فلن تهنأ بالعيش بهدوء، وستهدر ثرواتها كلها على هذه السياسات الفاشلة، وستواجه المصير المحتوم والانهيار التام.