في القلب دائماً يا بابا زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذكرى سنوية محفورة في قلب كل إماراتي أو عربي عاش في ظل زايد الحكيم المتسامح مع نفسه، الذي يواكب هذه الأيام ذكرى وفاته الخامسة عشرة، عندما أسس زايد دولة الإمارات العربية المتحدة أنشأها على التعايش السلمي والود والحب والتسامح، وأقامها بمبدأ قول الله سبحانه وتعالى:

«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» (سورة الحجرات أية١٣)

عندما تقابل المغفور لهما الشيخ زايد والشيخ راشد، طيب الله ثراهما، في قمة السديرة في منطقة السمحة بأبوظبي، أقام الاثنان معاً دولة يشار لها بالبنان مع فنجان القهوة، الذي كان يدور عليهما من يد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في فبراير 1968، في هذا الوقت لم يتم توقيع معاهدات أو اتفاقيات أو استراتيجيات إلا المصافحة وفنجان من القهوة، في هذا التعايش السلمي الذي وفق إلى بناء الدولة التي قال عنها الشيخ زايد، رحمه الله، «في ذلك الوقت دولة الإمارات لم تكن معروفة وها هي الآن أصبحت معروفه ومشهورة ويشار إليها بالبنان».

وفي عهد زايد وعندما أنشأ الاتحاد المجيد قام بالدخول إلى مجالس الحكام من خلال الابتسامة والعزم على تحقيق أمنيات المواطنين فقال: «الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال وليس المال والنفط، ولا فائدة في المال إذا لم يسخر لخدمة الشعب»، فسعى إلى بناء المساكن الشعبية والمدارس والمستشفيات والعيادات وتنفيذ مشروعات البنية التحتية، ليكسب مشاعر وحب المواطنين ويجعلهم متسامحين مع بعضهم البعض، وينقل لهم روح الود والمحبة.

سعى إلى أن تتم المواءمة بين الإمارات، وبهذا الشكل عزز روح التعاون والعمل بروح الفريق الواحد في الوظائف الحكومية، من خلال العمل من إماره أبوظبي حتى إماره الفجيرة ومن شدة تسامح الشيخ زايد وتمسكه بهذه المبادئ ومبادئ الوحدة العربية أخذ- بادئ ذي بدء- يدعو الدول الخليجية ثم العربية ليحظى وينجح بدعوة الدول الخليجية إلى مجلس التعاون الخليجي الذي قام في 25 مايو 1981 لتكون أول قمة في مدينة أبوظبي، وعمل ـ طيب الله ثراه- على ترسيخ قيم التسامح والتعاون وتقبل الآخر أسساً لسياسة دولة الإمارات مع العالم.

وكذلك في التعامل مع المقيمين فيها من مختلف الجنسيات والأعراق، وظل يدعو ويتمنى قيام وانضمام الدول العربية إلى وحدة تضم كل الدول العربية وكان يردد ويقول: «ليتنا انضممنا في وحدة عربية حتى نغدو مثلاً عربياً في التجمع والوحدة والتفاخر لهذه الأمة العربية».

ها هو خير خلف لخير سلف، شعب الإمارات يعيش في ظل خليفة الخير، ومحمد بن راشد العطاء، ومحمد بن زايد الأمان، الذين عملوا على توفير هذه الأمور بمعطيات الحياة وما تتطلبها من منافذ الخير ومنابع العطاء وتوفير الأمن والأمان في ظل التمسك بمبدأ التسامح، وها هنا نحن نعيش اليوم عام التسامح، ونستذكر روح الشيخ زايد ومبادئه في تجميع الاتحاد وبث روح الوحدة وإنشاء أطفال الاتحاد وتعليمهم وغرس هذه المبادئ الجميلة ونعلم أنهم أولاً وأخيراً عيال بابا زايد.

Email