جمعة الماجد رجل أعمال وشخصية ثقافية تسعى إلى المعرفة والخير، ولهذا أطلقوا عليه لقب طواش الخير، هذا الرجل مهما كتبنا عنه لن نوفيه قدره في أنه قال عن نفسه «أصبحت كالهواء لا أتنفس إلا العلم»، هو رجل الإحسان والبر والخير، له مساهماته الخيرية العديدة في الجمعيات الخيرية والمدارس والجامعات والمؤسسات الخيرية داخل الدولة وخارجها.

جمعة الماجد ولد في الشندغة في إمارة دبي سنة ١٤٥٩ هـ / ١٩٣٠ م، يقول المرحرم أحمد بن ظبوي المدرس في مدرسة الأحمدية، شاهد جمعة الماجد عندما بدأ يباشر دراسته في الصباح يومياً يجلب معه بعض القرطاسية كلما أتيحت له الفرصة ويبيعها مثل الكراسات والمساطر والأقلام، ومن هنا بدأ بالتفكير بالتجارة، وعند متابعته للطلبة وهم يمشون يومياً من اللية بالشارقة إلى المريجة قام بتوصيلهم كل صباح بسيارته اللاند روفر، من هذه المواقف تفرز اهتمام بو خالد بالطلبة والعلم وسعيه إلى أن نشر العلم في ربوع الوطن إسهاماً منه في تنمية الوعي لدى الناس وتوصيل الكلمة المكتوبة والمقروءة إليهم.

ويقول معالي جمعة الماجد: إن الحياة تريد الصبر والعناء وإنها ليست مفروشة بالسجاد أو الورود، فعندما بدأ تجارته وفي عز البرد والحر كان أول دكان يفتح في السوق وآخر دكان يغلق، في عام ١٩٦٨ م ذهب معالي جمعة إلى لبنان وتعرف على وكيل شركة جنرال إلكتريك فاستورد الثلاجات التي كانت تعمل بالجاز وطلب مكيفاً خاصاً أسماه «أبو حصان».

لم تغب عن فكره العلوم والثقافة وإنشاء المدارس والجامعات والمكتبات، فكان يفكر كيف يصل التعليم إلى الجميع في الدولة، بعدها ساهم في إنشاء المدارس الأهلية الخيرية التي تعم أنحاء الإمارات، ثم أنشأ مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث الذي يساعد كافة الباحثين والطلبة المحتاجين إلى المراجع أو أي مخطوطات وصور وخرائط ومجلات وكتب نادرة، وقد أهله هذا الدور إلى نيل جوائز عدة ومنها جائزة الملك فيصل ١٩٩٩ لخدمة الإسلام.

وفي سبيل الحفاظ على الكتاب وتوفيره تم في مركز جمعة الماجد إنشاء وحدة ترميم المجلات والكتب، وسافر بنفسه إلى أغلب دول العالم ليتعرف على كيفية المساهمة في الحفاظ على الكتب التالفة وترميمها، فقام بإحضار جهاز الماجد للترميم الآلي، ليرمم الكتب داخل الدولة وخارجها فقام بإهداء ١٤ جهازاً لكافة الجهات المحتاجة.

معالي جمعة الماجد بدأ بالتجارة البسيطة في فترة متواضعة كرجل عصامي بنى نفسه بنفسه وشق طريقه الصعب، وكلما أحس بنمو تجارته لم ينس أنه في بلد الخير ولم ينس العلم، وكان يكافح من أجل أن يكون وجود المتعلم في كل مكان، هذا غيض من فيض من سيرة جمعة الماجد في خدمة الثقافة والعلوم والخير للإنسانية.