جولة بمعرض دبي للخط العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، نظمت هيئة الثقافة والفنون المعرض الدولي للخط العربي في موسمه العاشر من ٢٧ أبريل إلى ٥ مايو في مركز وافي.

وفي يوم الافتتاح حضرت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، وافتتح المعرض الذي يضم ٥٠ لوحة للخط العربي الإسلامي الذي يجسد مفهوم اللغة العربية وتطورها ويجسد حب الخط العربي واهتمامات الفنانين بهذا الفن الذي انتشر انتشاراً واسعاً من أيام الدولة العثمانية، حيث ازدهرت هذه الفنون وزينت جدران القصور بهذه الخطوط العربية، كما جسد الخط العربي آيات من القرآن الحكيم والأدعية الدينية وبعض من الزخارف إلى يومنا هذا.

في أجواء المعرض أخذت أتأمل بهذه الحروف العربية وفي لحظة أحسست بأن من مظاهر عام التسامح في دولة الإمارات أن يجتمع هؤلاء الخطاطون من كل دولة عربية أو إسلامية أو عالمية في معرض واحد لكي يقدموا إبداعاتهم وابتكاراتهم في لمسة من لمسات الخطوط العربية.

وفي هذا السياق قابلت أحمد أبو سرير من المملكة العربية السعودية الذي أخبرني أنه يقوم بالاشتراك في كافة معارض الإمارات، سواء كانت في دبي أو الشارقة، وهو سعيد الآن بهذه المشاركة، وأشار إلى لوحاته، حيث إحداها تضم آية من آيات القرآن الحكيم (واذكر ربك كثيراً) وفي اللوحة الثانية عبارة تضم (إن أحسن الحسن الخلق الحسن) مكتوبة بخط الثلث الذي يبرز اللوحة من خلال خطها العريض.

في المعرض كان هناك أكثر من لوحة بخط النسخ والرقعة والديواني والثلث وكافة أنواع الخطوط في العالم الإسلامي، وسبق لي أن ذهبت إلى تركيا لكي أشاهد هذه الجماليات المعروضة في قصورهم وأتدرب على هذا الخط والنقش، ومن ذكرياتنا التي لا ننساها عندما تعلمنا في مناهج اللغة العربية كتابة خط النسخ وكتابة خط الرقعة، وهذه الآن لا توجد، الآن اعتمدوا على الكمبيوتر.

كذلك عندما تزور لندن وفي يوم الأحد على السياج في أحد الشوارع ترى عرض اللوحات للخطاطين والرسامين والفنانين، وترى رسومهم أو خطوطهم من خلال ورق البردي المتوارث من أيام الفراعنة، بعد هذه الجولة في لغة الحروف التي أمتعتني أهدوني في المعرض كتاباً يؤرخ لهؤلاء الفنانين القادمين من الإمارات والسعودية واليمن والجزائر ومصر وتركيا.

وقد قال المرحوم الشاعر حمد خليفة أبو شهاب في حب اللغة العربية لغة القرآن (يا شمس الهدى صانك الرحمن من كيد العدى، هل على وجه الثرى من لغة أحدثت في مسمع الدهر صدى).

Email