الإمارات وجودة الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد «جاري هامل» أحد أبرز علماء الإدارة في القرن الحادي والعشرين، أن النجاح في المستقبل سيبنى على معايير جديدة تحتم على الحكومات إعادة النظر في أسلوب الإدارة والقيادة التقليدية، وأن نجاح الدول سيعتمد بصورة مباشرة على مدى قدرة الدولة على تحسين جودة حياة الناس.

وفي مقدمة كتاب «قصتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، قال سموه «لا نريد من الأجيال الجديدة إلا أن يقولوا فينا خيراً؛ فالله في عليائه يعلم نيتنا في صنع الخير لشعبنا وأمتنا»، ثم بين سموه «أن القائد الإنسان لا بد أن تكون قدماه على الأرض، يعيش مع البشر، يكابد أحوالهم، ويعايش حياتهم، ويعرف أدق تفاصيل معاناتهم، حتى يستطيع تغيير حياتهم للأفضل».

لقد قامت دولة الإمارات على مبادئ وقيم راسخة، ستظل باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ محورها جودة حياة الإنسان، فرعته خلال كافة مراحل حياته، جنيناً ثم مولوداً وطفلاً صغيراً، ثم مراهقاً وراشداً، ثم رجلاً كاملاً، ثم شيخاً كبيراً، رحمته وحبته وخدمته، فعملت من أجل معيشته وصحته وتعليمه، أمنه وطمأنينته وسكينته، تأهيله وتمكينه وتفويضه.

إن سر استدامة نجاح دولة الإمارات، يكمن في كونها قدمت الإنسان، ووضعته على سلم أولوياتها، وظفت كل قدراتها وإمكانياتها من أجل بنائه وحمايته ورعايته وسعادته وسلامته وحقوقه وتغيير حياته نحو الأفضل، يعيش على أرضها ما يزيد على «200» جنسية، جميعهم يتمتعون بمستوى معيشي واحد هو الأعلى، وينعمون برفاهية وجودة حياة هي الأرقى، حتى باتت الإمارات الأولى عالمياً وضمن العشرة الكبار في العديد من مؤشرات تنافسية جودة الحياة، في الأمن والأمان، في التعليم والصحة، في التسامح والثقة، في مرونة قوانين الإقامة والسفر، في جودة الطرق، وجذب السياح، في سهولة ممارسة الأعمال وتنوع الاقتصاد وقلة التضخم، في جهود المحافظة على البيئة، والكثير الكثير منها، حتى أصبحت قبلة العالم، لكل من يبحث عن مقومات العيش الكريم.

الإمارات دولة تبحث عن الإنسان من أجل الإنسان في كل مكان، لترحمه وتعطيه وتكرمه وتبني شخصيته، تتيح الفرص لكل إنسان، تهتم وتجذب العقول، ترعى المبتكرين والمبدعين والمتميزين، تعمل من أجل سعادة الإنسان، تنزع الخوف والكراهية من نفوس الناس، وتحمي الأطفال من سوء المعاملة، غيرت من حياة كافة شرائح المجتمع؛ فأصبح «ذوو الاحتياجات الخاصة» هم «أصحاب الهمم»، و«كبار السن» هم «كبار المواطنين».

Email