أنشئ طفلك على القراءة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثقافة والمعرفة منبعهما القراءة، وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة تعززت فيه قيمة القراءة بعد أن تم تخصيص عام كامل (2016) للقراءة والتأليف وكتابة القصص، وتخصيص أسابيع للثقافة واستضافة مؤلفين وكتاب نشأوا على حب القراءة والكتاب والمكتبة، فكيف تعمل أيها الوالد والوالدة على تنشئة أبنائكما على حب القراءة، بحيث تكون القراءة هدفهم، ويتم تمكين حب القراءة منهم، منذ طفولتهم الباكرة الأولى، لتكون حياتهم مرتبطة بالكتب والقراءة.

إذا أردت أن تربي ابنك على القراءة، فابدأ بتحفيظه القرآن الكريم منذ سن الثانية من عمره، ولا تخف فإن الطفل في هذه المرحلة يتربى على ما أُنشئ عليه، فما بالك بالقرآن الكريم، فهو كتاب الله الذي أنزله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن أمة اقرأ، ولا تتردد في تسجيله في مركز من مراكز تحفيظ القرآن، فإنه سوف يقضي سنوات عمره في حفظ وتجويد القرآن ويتعلم القراءة، وتسميع القرآن، وهذه مدرسة من المدارس التي تساعد الطفل على أن يتعلم على حفظ كتاب الله، ثم سوف تراه يأخذ المراكز الأولى في المدرسة وفي الحياة.

كما تستطيع أن تجعل ابنك يتعلم الشعر، ويحضر مجالس ومدارس الشعر، وفي هذه الأجواء سوف يعيش على قرض الشعر ويتعلم العربية، التي تزخر بملايين القصائد الشعبية والنبطية والجاهلية والشعر الحديث ذي القافية والحر، فسوف يأخذ من كتب الشعراء والسيرة الذاتية التي تعرف بهم، فمن الممتع أن تكون القراءة جزءاً كبيراً في حياة طفلك.

ولا ننسى أنه يمكنك أن تساهم في تعليم ابنك عدة لغات. وفي هذه الأيام تسعى الدولة إلى تخصيص اللغة الصينية كمادة في المناهج الدراسية، فتعليم اللغات من أسهل المواد الدراسية التي يتعلمها الطفل كتابة ولغة وقراءة، كما أن الانفتاح على الحضارات، بعد أن يكون ابنك قد تعلم العديد من اللغات، هو أمر يعطيه فرصة للاطلاع والقراءة. ويبقى هكذا من اطلاع إلى اطلاع.

تحدي القراءة، المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله أواخر عام 2015، بدأ بإصدار جواز القراءة، الذي أخذ مداه ينتشر في العالم العربي، وفكرة هذا الجواز تعطي فرصة للطالب كي يتثقف ويقرأ ويتعلم، وليشارك في هذا الجواز عليه أن يقرأ 50 كتاباً في كافة المعارف والعلوم الاجتماعية..

يا ليت هذا الجواز كان قد وجد في زمن السبعينات، كنا قد حصلنا على آلاف الجوازات، ولكان تم تكريمنا على قراءتنا.

لقد اكتشفت أني قد قرأت العديد من الروايات ما يقارب 10 مرات، في بعض الأحيان، وهذه القراءة قد ساعدتنا على تثقيف أنفسنا بأنفسنا، فعلى سبيل المثال رائعة المؤلف يوسف السباعي «نادية»، المولودة لأم فرنسية، وتروي كيف عادت نادية وشقيقتها مع أمهما بعد وفاة الوالد إلى جنوبي فرنسا، مع نشوب الحرب (1956)، وكذلك رواية مئة عام من العزلة، التي ألفها الروائي غابرييل غارثيا ماركيز، وتحكي عن عائله مكسيكية تعيش في قرية وفرضت على نفسها العزلة من جيل إلى آخر ولمدة ستة أجيال.

Email