ذكريات مع تلفزيون الكويت

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ تلفزيون الكويت بثّه الرسمي 15 نوفمبر 1961 على أن يستمر البث يوميا 4 ساعات ثم إلى منتصف الليل، وكان المرحوم الوالد ماجد السري يقول إنه كان يستقبل بعض المكالمات لكي يخبرهم ماذا ستكون سهرة الليلة في التلفار؟

فكان يرد عليهم أنه الفيلم العربي عنتر وعبلة، هذا بحكم عمل والدي في بدالة قصر السيف القريب من مبنى التلفزيون الكويتي، ومن ذكريات والدي أنه عندما جلب التلفزيون في البيت كانت تأتيهم كل يوم من بنات الجيران الكثيرات حتى تشاهدن أفلام الرسوم المتحركة، ومنهن صديقة اسمها جهاد وهي من الجالية السورية في الكويت أيام الستينيات من القرن الماضي.

التلفزيون يبقى القناة الساحرة، بعدما سيطرت الإذاعة في أذهان وقلوب الناس على المدى الطويل، وبالنسبة لمتابعة برامج تلفزيون الكويت: الافتتاح والقرآن الكريم ومن بعده تسلسل البرامج اليومية فتبدأ فقرة الأطفال بالرسوم المتحركة، أشهرها لولو الصغيرة، بباي، نقار الخشب، والمسلسل الأجنبي بات مان.. وكذلك أغنية ماما زمنها جاية للمطرب محمد فوزي، ومن ضمن ذكرياتي لا أنسى موسيقى مقدمة الأخبار التي كان يقدمها المذيع أحمد سالم القصاب.

وقدمت المذيعة فاطمة حسين برنامج «مع الأسرة»، الذي يواكب تطورات الأسرة الكويتية في تلك الفترة، كما قدم شريف العلمي للتلفزيون الكويتي برنامجاً ترفيهياً سين جيم، وقدم زهير الكرمي برنامجاً علمياً اسمه العلم والحياة.

وفي الفقرة الرياضية التي كانت تجذبني، خاصة مباريات نادي القادسية والنادي العربي، كان يعلق عليهم الإعلامي والمذيع حمد بو حمد.

وفي فترة الأعياد كانت أغنية المرحوم عوض الدوخي صوت السهارى، تظل تصدح يومياً خلال هذه الفترة، وكان يردد ويقول: «صوت السهارى مروا عليه عصرية العيد». ومن ضمن الأغاني الكويتية الشهيرة أغنية «هيلا يا رمانة والحلوة زعلانة» التي قدمها الفنان عبد الحميد السيد.

وأغنية عبد الكريم عبد القادر (آه يا الأسمر يا زين حبك أسرتي)، وفي الزفاف كانت تغنى الأغنية التي غناها المرحوم حسين جاسم «يا معيريس عين الله تراك والقمر والنجوم تمشي وراك».. ولا أنسى عندما جاء المطرب عبد الحليم حافظ مرتدياً الزي الكويتي وغنى أغنية يا هلي يا هلي على مسرح تلفزيون الكويت.

وكان المسلسل الكويتي «اجلح واملح» الذي قدمه الفنانون الراحلون مريم الغضبان وعبد الحسين عبد الرضا والفنان محمد المنصور.. والمسلسل الكويتي «بو جسوم» والمسلسل الشهير «بو عيلوي وأم عيلوي» الذي مثله الفنان الشهير المرحوم عبد الحسين عبد الرضا.

وضمن الأشياء التي لا أنساها صاحب السمو الوالد صباح الأحمد الصباح عندما كان وزيراً للخارجية، فكنت أشاهده وهو في الأمم المتحدة في نيويورك وفي جامعة الدول العربية بالقاهرة.

ومن ضمن هذه الذكريات أولى خطوات الإنسان على سطح القمر عام 1969، ولا أنسى ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970، وأخذنا إجازة من المدرسة، والجنازة المهيبة. ستبقى ذكريات الإنسان سواء في الوعي أو في اللاوعي هي ما يتذكره في حياته. وتلفزيون الكويت لي معه أهم وأروع ذكرياتي التي لم أنسها ولن أنساها أبداً.

Email