وجهة نظر

الإمارات أرض الاستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أكثر الكلمات شيوعاً هذه الأيام، وتستخدم في مجالات مختلفة، ما زاد من الحيرة والجدل حولها، «الاستدامة» وتطلق على جميع جوانب الحياة التي يرجى بقاؤها وللحيلولة دون نضوبها ونفادها كالموارد الطبيعية مثلاً.

الاستدامة تبنى على ثلاث ركائز أساسية: الاقتصاد، المجتمع، البيئة. والطاقة تعتبر المؤثر الأساسي على هذه الركائز والذي يدعم تطور الاقتصاد ورخاء المجتمعات من جهة، ويؤثر سلباً على البيئة من جهة أخرى.

فالطاقة توصف بأنها المساهم الرئيسي في التغيير، وحجر الأساس للتحول الاجتماعي والاقتصادي لمجتمعاتنا التي تنمو بشكل هائل، فتطوّر الدول لا يقاس بما تنجزه على أرضها، بل يتجسّد ذلك في مدى مشاركتها للبشرية بالحلول الفعّالة في سبيل توفير الأمن والأمان والسلام للأجيال الحالية والمستقبلية.

دولة الإمارات قطعت مسيرة طويلة في طريقها نحو التطوّر والتقدّم الحضاري مكّنتها من ترسيخ مكانتها الدولية، وأكسبتها براعة التعامل مع المستجدّات والمتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، حتى أضحت اليوم مقصداً عالمياً لطرح القضايا الجوهرية على كافة الأصعدة.

تحتضن دولة الإمارات المقر الرئيسي للأمانة العامة لإحدى وكالات منظمة الأمم المتحدة، وهي الوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة «أيرينا»، فأصبحت أول دولة غير أوروبية تستضيف مقراً رئيسياً لإحدى وكالات منظمة الأمم المتحدة.

لدولة الإمارات جهود رامية إلى نشر الوعي بين مختلف شرائح المجتمع المحلي والإقليمي والدولي حيال مسألة التنمية المستدامة، أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بقوله «ضمان استدامة موارد الطاقة هو ضمان لاستدامة نمو الدولة ومن لا يفكر بالطاقة لا يفكر بالمستقبل ودول الخليج تتشابه في تركيبها الاقتصادي، نتمنى أن يكون لدينا استراتيجية موحدة للطاقة خليجياً لضمان تنمية مستدامة لشعوبنا وقوة عالمية لاقتصاداتنا».

دولة الإمارات تقوم ببناء العديد من المدن المستدامة التي تحافظ على الطاقة، تُسخر فيها الطاقة المتجددة باستخدام التقنيات والتصميمات المعمارية الحديثة. مدينة مصدر تمثل أول محاولة في الشرق الأوسط لبناء مدينة مستدامة، تهدف إلى تقليل استخدام الطاقة والماء، بالإضافة إلى تقليل إنتاج النفايات، بالإضافة إلى الطاقة الشمسية في التشغيل.

منطقة دبي الجنوب هي المكان الذي سيقام به معرض اكسبو 2020. وتعتبر الاستدامة أحد مشاهد اكسبو 2020. وينتج نصف الكهرباء المستخدم من مصادر طاقة متجددة، ونصف الطاقة يولد في الموقع.

إن نهج الاستدامة في دولة الإمارات، يستند إلى إرث الاستدامة الذي رسخه المغفور له، الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولا تزال دولة الإمارات تسترشد به وتسير على نهجه، حيث تم تضمينه في الغايات العليا لمئوية الإمارات 2071 كأحد الأسس الجوهرية لجعل دولة الإمارات الأفضل عالمياً.

Email