وجهة نظر

«قصتي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

للهدايا وقع مختلف عندما تأتيك من شخص عزيز، فكيف إذا كانت من ملهم العرب الأول الذي قدم لنا مزيجه المتفرد من خلاصة الفكر السامي، والتجربة غير المسبوقة والنظرة الثاقبة، التي صنعت نهضة وطن، وغيّرت حياة شعب.

فيها يروي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم سيرة كانت النواة لكل ما نحن عليه اليوم من تحوّل ومكانة يشهد لها القاصي والداني، ويهدي فيها وصفته الملهمة للإيجابية والقيادة، ويسرد سر نماذج استثنائية قادت التغيير وحققت الإنجاز.

استهل سموه كتاب «قصتي» بسطور تختزل السيرة العطرة لوالدته ضمن فصل عنوانه لطيفة 1، فهي أمه وقلبه الذي في صدره، وأجمل وأنعم وأرق وأرفق إنسانة في حياته. هي لطيفة بنت حمدان بن زايد آل نهيان، رفيقة درب الشيخ راشد بن سعيد، على مدى أكثر من أربعة عقود. هي ليست ككل الأمهات، كانت كلها سلاماً وسكينة.

كانت محبتها عظيمة لجميع أبنائها، وكان الأقرب إليها. لم يرَ حباً كحبها، ولا قلباً كقلبها، ولا قرباً كقربها. عاش سنواته الأولى في كنفها وكنف والده.

خمسون قصة في هذا الكتاب حوّلت المستحيل إلى واقع. خمسون قصة ألهمت العالم نحو المستقبل، الأمل، الحياة، التغيير. صنعت للسعادة والتسامح وطناً، وأسست للريادة منهجاً. بها وصلنا للفضاء وعانقنا القمم وحجزنا مكاننا في الصدارة.

خمسون قصة وضعت التفرد عنواناً للإمارات ودبي، فصاغت من المستحيل عقداً زينت به دولة المستقبل، وحملت طموحات شعب وقيادة. وشيّدت بنيان دبي مدينة الأحلام بتجربتها الفريدة التي لم تكن محض صدفة، بل شيّدت بفكر، وخطط، وعمل، وإرادة.

في «قصتي» يأخذنا الكاتب في رحاب نصائح ومناقب الشيخ زايد بن سلطان، والشيخ راشد بن سعيد. كما يحتفي بالاتحاد قائلاً: «كل شخص يذكر لحظة ولادة مولوده الأول، يذكر لحظة ولادة حبه الأول، ويذكر وظيفته الأولى، وأنا أذكر لحظة ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة».

وهذه اللحظة، وحدها ولوحدها، تعد بالكثير. فالاتحاد، هو النبع الذي لا ينضب، وحلم شعب الإمارات وقيادتها الذي لم تزده الأعوام إلا قوة وترابطاً ولحمة. وهو ذروة طموحاتهم وإنجازهم الأعظم الذي يمارون به الأمم.

تلخّص «قصتي» كلمات هي المبتدأ والمنتهى لكل من يطلب الصدارة وينشد النجاح والتغيير والأمل. هي التاريخ الذي نفاخر به العالم، وهي المنهج لمن يريد الاقتداء، وهي المدرسة التي نستمد منها القوة، والقدرة، والحلم، نحو القيادة والابتكار لنقود العالم نحو سباق المستقبل ورحلة التفرد.

Email