الأمانة!
مساء الخميس، وبعد أن حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جلسة العصف الذهني لقيادات حكومة دبي، قال سموه إن الحكومة بدأت تنفيذ بنود وثيقة الخمسين التي تضم أهم 9 مشاريع لتحسين الحياة والاقتصاد في دبي هذا العام، معلناً سموه أن نجليه سمو الشيخ حمدان بن محمد ولي العهد رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد نائب الحاكم النائب الأول لرئيس المجلس التنفيذي، سيتابعان التنفيذ مع فريق عمل «أعرفه وأثق فيه وأراهن عليه».
في الجلسة نفسها، تفاعل سمو الشيخ حمدان مع توجيهات صاحب السمو، فقال عبارة تختصر المشهد: «نعدك يا صاحب السمو بأن نؤدي الأمانة دون كلل ولا تعب ولا تقصير»، مضيفاً أن المبادئ الثمانية لدبي ووثيقة الخمسين تمثلان بوصلة دبي للمستقبل، معلناً أننا «ماضون في تنفيذ رؤية محمد بن راشد بثقة وتفانٍ وسأتابع تنفيذها خطوة بخطوة».
وكان سمو الشيخ مكتوم قال في رسالته لصاحب السمو جملة ذات مغزى مهم: «إن تلك المبادئ ستكون بمثابة الميثاق الجامع الذي سنواصل من خلاله العمل مع سمو ولي عهد دبي، وجميع العاملين في مختلف أجهزة حكومة دبي، من أجل تحقيق رؤية صاحب السمو، وجعل دبي دائماً منارة للتطوير الهادف لسعادة الناس».
ما قالته قيادة دبي الرشيدة في هذه العبارات يوصلنا إلى ملاحظة مهمة سجلناها ونحن نتابع الكيفية التي تفاعلت بها بعض الجهات الحكومية مع وثيقتي المبادئ والخمسين، إذ بدا أن البعض تصرف وكأنهما مناسبة احتفالية لا أكثر تنتهي علاقته بهما بمجرد التوقيع على تعهد احتفالي والتقاط الصور.
ما تقوله لنا القيادة هو إعادة تأكيد ما ورد في الوثيقتين من أنهما خطة عمل وبرنامج للالتزامات الحكومية، والأهم من ذلك أنهما توجيهات مباشرة من صاحب السمو «حاكم دبي» بإشراف من رئيس ونائب رئيس مجلسها التنفيذي، أي أن واجب كل مسؤول وكل موظف في الإمارة اتباعها وتنفيذها.
سمو ولي العهد استخدم كلمة الأمانة، وفي رأيي أنها كلمة أوجزت فأبلغت، لأننا نتحدث عن مسؤولية أخلاقية ووظيفية ووطنية، تتحول معها الوثيقتان إلى دستور للإنجاز ليس فقط على مستوى حكومة دبي ككل، بل أيضاً على المستوى المنفرد دائرة فدائرة، والمستوى الفردي موظفاً فموظف.
قيادة دبي الرشيدة منحتنا مساحة متميزة للإبداع والابتكار في محبة دبي والإمارات، وحمّلتنا أمانة غالية في التنفيذ، فهل سنكون على قدر الأمانة؟