«قواتنا الدبلوماسية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال سفراتنا المتكررة خارج الدولة، سواء للعمل أو الإجازة أو حتى للاستطباب، ثمة جنود مجهولون من أبناء دولتنا الحبيبة يبذلون جهوداً جبارة لكي يطمئنوا على أي مواطن يتواجد في البلد الذي يعملون فيه ولكي يقدّموا الخدمات التي قد يحتاجها هذا المواطن.

أتحدث عن «قواتنا الدبلوماسية»، وأعني أبناءنا وبناتنا أطقم السفارات الإماراتية حول العالم، فهم فعلاً جنود مجهولون معلومون، ولعلنا جميعاً تعاملنا معهم بشكل أو بآخر حين نزور سفارات الدولة في الخارج، أو من خلال أبنائنا المبتعثين أو أقاربنا أو أصدقائنا الذين يتواجدون في الخارج للعلاج.

وبالطبع على رأس هذه القوات الدبلوماسية قائد إماراتي فذ هو سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وعضداه معالي الدكتور أنور قرقاش ومعالي ريم الهاشمي، فسموه لم يكتفِ بتفعيل وتنشيط دور الوزارة المركزية في أبوظبي وفرعها في دبي، بل تعدى ذلك بأشواط لتتحول كل بعثة إماراتية إلى وزارة خارجية مصغرة وقطعة دافئة من الوطن بالنسبة للإماراتيين في كل مكان يتواجدون فيه.

واللافت أن أعمال هذه البعثات تتجاوز الدور القنصلي التقليدي بالنسبة للبعثات الدبلوماسية إلى دور الرعاية والاهتمام، حيث تضم كل سفارة مكتباً خاصاً لشؤون المواطنين يتولى حل الإشكاليات التي قد تواجه المواطن أثناء سفره، ولعلك تفاجأ إذا علمت أن السفارات تقدم سلفاً مالية للمواطن إذا واجه ظرفاً طارئاً، عدا عن العون في مسائل الأحوال الشخصية، وإصدار موافقات الزواج وجوازات الطوارئ.

وإضافة للرعاية الشاملة التي تقدمها الملحقيات الثقافية والتعليمية لأبنائنا المبتعثين والمبتعثات، تحولت الملحقيات الصحية إلى حضن رؤوم لرعاية المرضى ومرافقيهم وتيسير أمورهم.

لكن الأهم من كل هذه الواجبات الرسمية هو السلوك الشخصي، فكل هذه الخدمات وغيرها يقدمها الدبلوماسيون الإماراتيون بروح أخوية دافئة وبابتسامات نابعة من القلب تشعرك بالفخر والراحة لأن «ولد البلاد» يفزع لأهل بلاده من دون مَنٍّ ولا أذى، وإنما بكل أريحية وأخوة وصداقة.

ومن المهم هنا أن نميز بين المواطن الذي يكون فعلاً في ظرف يتطلب اهتمام السفارة به وبين البعض القليل جداً الذي يحاول تجيير كون السفارة إماراتية لتحقيق مصالح شخصية له أثناء السفر ثم يبدأ بالشكوى، فهؤلاء يسيئون لأنفسهم وللدولة مثلما يسيئون لسفاراتنا التي تخدم الجميع من دون استثناء.

أما الجنود المجهولون من أبناء وزارة الخارجية في سفاراتنا وقنصلياتنا فإنهم يستحقون منا كل تحية واحترام وتقدير، واعتراف بجهودهم وعرفان للأعمال الجبارة التي يقومون بها لراحة المواطنين في الوقت الذي يقدمون أعلى مستويات العمل الدبلوماسي والقنصلي في البلد المضيف ليعكسوا أفضل وأرقى صورة لدولة الإمارات العربية المتحدة وممثلياتها.

قبل أكثر من أسبوع، أتيحت لي الفرصة أن اختبر ذلك عملياً حين زرت القاهرة للمشاركة في إحدى فعاليات جامعة الدول العربية، ومررت بعارض صحي بسيط، لكن أسرة سفارة الدولة ممثلة بالسفير المخضرم جمعة مبارك الجنيبي والسكرتير الأول هاني بن هويدن ضربوا أروع الأمثلة في الاهتمام والاطمئنان إلى حد توفير طبيب خاص جاءني إلى الفندق.

وهذا مجرد نموذج بسيط من الدور المتميز الذي يقومون به، وأعرف من أصدقاء وزملاء الكثير من قصص التميز المشابهة التي يقوم بها دبلوماسيونا، فشكراً لهم جزيلاً والشكر موصول كذلك لسمو وزيرهم الذي يمثل القدوة الرائعة لهم في هذا السياق.

Email