الإتيكيت فن وأسلوب حياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإتيكيت هو فن كبقية الفنون وهو سلوك بالغ التهذيب واحترام النفس واحترام الآخرين وحسن التعامل معهم أو السلوك المقبول اجتماعياً. فهو بذلك مفهوم راق ومحتوى إنساني وحضاري، فالحضارة ليست قصراً، ولا سيارة فارهة، ولا مجرد زينة في الوجه والملبس، ولكنها بالدرجة الأولى التعامل الإنساني الراقي فيما يعرف بـ(آداب التعامل الإنساني الراقي).

يقول الرسول الكريم «اتقِ الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن». هذا رسولنا الكريم الذي وصفه الله تعالى في كتابه العزيز «وإنكَ لعلى خُلقٍ عظيمٍ» وضع القواعد للتعامل مع المسلمين لتنظيم هذا المجتمع على أسس سليمة، فالمجتمع بخير ما دام يتبع القواعد السليمة في التعامل.

الكل يحاول لفت انتباه الآخرين إليه، سواء خلال اجتماع أو أثناء الحديث مع شخص مهم أو في جلسة أصدقاء، لكن الكثير يتعرض للاستهزاء ولسوء الفهم إذا لم يتمكن من إيصال رسالته بالشكل الصحيح، لذا يجب مراعاة قواعد الإتيكيت ومنها:

الموضوع: بالتفنن في اختيار الموضوع المناسب للجلسة، وعدم الخوض في المواضيع الخاصة والحديث عن الحياة الشخصية، وبالأخص في اجتماعات العمل، أو عند وجود أشخاص غرباء، ويجب تفادي الحديث عن المشاكل الشخصية.

الموضوعية: أي أن تنقد نفسك قبل أن تسمع انتقادات الآخرين لك، بالإضافة إلى تقبل نقد الآخرين لك، أي ما يسمى بالنقد الإيجابي أو النقد البناء، وليس القائم على المصالح الشخصية.

السن: فلعامل السن دور مهم، إذ يجب على المتحدث أن يأخذ بعين الاعتبار سن المتحدث الذي يجالسه، فمثلاً إن كان الشخص أكبر منك امنحه الفرصة للتحدث أولاً ولا تقاطعه، كما يجب اختيار المواضيع بحسب العمر؛ لأن لكل سن سراياه.

نبرة الصوت: من المهم جداً في فن الإتيكيت اختيار نبرة الصوت المناسبة مع تجنب قدر الإمكان الصوت العالي، لأنه يقدم صورة سيئة عن الشخص وبالأخص لدى النساء.

التواضع: فقد روي عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قوله: «من تواضع لله رفعه، فهو في نفسه صغير، وفي أعين الناس عظيم، ومن تكبر وضعه الله عز وجل، فهو في أعين الناس صغير، وفي نفسه كبير…»، فلا تتعالَ ولا تغر على من حولك، واجعل الكلمة الطيبة هي قاموسك اللغوي الذي تستخدم مصطلحاته في حوارك مع الآخرين بمعرفة حدود قدراتك وإمكاناتك.

الإصغاء: يجب على المتحدث أن يكون لبقاً في حديثه، مقابل أن يكون مستمعاً للآخر دون مقاطعته، أي أن تتعامل مع الآخرين كما تريد أن يعاملوك، فلا تتعصب لرأيك، بل كن على استعداد لتغييره أو التخلي عنه إذا اقتضت الحاجة ذلك، وتعلم كيف تؤيد وتعارض بحسب كل موقف على حدة.

الحديث على طاولة الطعام: فخبراء فن الإتيكيت يوصون أثناء الطعام بعدم الخوض في المناقشات الحادة، بل يجب الحديث عن المواضيع الممتعة مع تجنب التحدث أثناء الأكل أو على الأقل وضع اليد على الفم أثناء الحديث، لأنها من أدب الطعام.

وبمراعاة ما سبق ذكره يجب ما يلي، فهناك الكثير من الأخطاء يرتكبها المتحدث، وهناك الكثير من التفاصيل الصغيرة لا نليها اهتماماً كبيراً لكن يجب تجنبها:

تجنب التحدث بلغة أجنبية إذا كان أحد الحاضرين لا يفهمها.

لا تهمس بأذن أحد وأنت في مجموعة، ولا تتبادل مع البعض نظرات فيها غمز بالآخرين.

إذا شعرت بأن الشخص يكذب ولا يقول الحقيقة فيجب عدم التشكيك في كلامه خاصة أمام الآخرين.

تجنب النميمة والنقد، لأنها أمور تعطي انطباعاً سيئاً عنك وعن شخصيتك أمام الآخرين.

التحلي بالابتسامة فلها أهمية كبيرة أثناء الحديث، لأنها تعطي انطباعاً جيداً وتفتح كل الأبواب وتسهل عليك التواصل مع الآخر.

 

Email