وجهة نظر

القراءة أسلوب ومنهج حياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيراً ما نسمع بعض الناس يسأل ما هي هوايتك؟.. ويكون الجواب: «أنا هوايتي القراءة». ولكن القراءة ليست هواية بل يجب أن تكون منهج حياة.

إن ما يدعو للتفكير أن تكون الكلمة العظيمة التي بدأ بها الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم هي ﴿ اقْرَأْ﴾، فلماذا لم يبدأ الوحي بأي كلمة أخرى غيرها ؟!. ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم أميّ لا يقرأ، إلا أن هذه الكلمة تُوجه له، إذاً فقد بدأ الوحي خطابه لخاتم الرسل بأمر صريح مباشر، مختصر في كلمة واحدة تحمل منهج حياة أمة الإسلام ﴿اقْرَأْ﴾.

ثم نسأل بعد ذلك: لماذا نقرأ؟ إننا نقرأ لكي نتعلم. وقد وضح الله ـ عز وجل ـ ذلك في الآيات الخمـس الأولى من القرآن الكريم. قال تعـالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ اْلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ اْلأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾.
القراءة هي غذاء العقل
يحتاج الجسم للغذاء ويحتاج العقل للغذاء الذي ينمي الفكر ودائرة الثقافة والإبداع تتسع من خلال القراءة، القراءة لها دور فعال جداً في فعل الكثير من الأمور الصحيحة في حياتنا. تساعدنا على تحسين نوعية الحياة، وذلك من خلال تناقل المعارف بين ثقافات شعوب الأرض. تشير الأبحاث إلى أنّ قراءة الكتب تساعد الشخص على أن يكون أكثر تعاطفاً من خلال القدرة على رؤية العالم من وجهات نظر مختلفة، ومن جانب آخر يساعد التعرّف على حياة الشخصيّات التاريخيّة والموجودة في الكتب على تقوية القدرة على فهم مشاعر الآخرين.

تحدي القراءة العربي، هذا المشروع الضخم الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مبادرة عربية تسعى إلى غرس حب القراءة في نفوس جيل الأطفال والشباب في الوطن العربي، وتمكين القراءة في نفوسهم لتصبح عادة متأصلة في حياتهم مما يحفز ملكة الفضول ورغبة المعرفة لديهم.

وتعزز قيماً أخلاقية عديدة لديهم كالتسامح والانفتاح الفكري والثقافي، من خلال التزام أكثر من مليون طالب بتحقيق الهدف المنشود، وهو قراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي، وكانت أصغر فائزة تبلغ من العمر 9 سنوات.

معرض الشارقة الدولي للكتاب انطلق عام 1982 تحت رعاية وتوجيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتصبح إمارة الشارقة منارة للثقافة والأدب على المستوى العربي والعالمي. يكمن الهدف الرئيسي من المعرض تشجيع الناس على القراءة. وأصبح اليوم ثالث أكبر معرض للكتاب في العالم.

حملة «أمة تقرأ» ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تهدف إلى توزيع 5 ملايين كتاب على الأطفال في مخيمات اللاجئين وفي المدارس المحتاجة حول العالم. وتأتي هذه الحملة في إطار حرص دولة الإمارات على أن تبقى سباقة في خدمة الإنسانية .

حيث تنتقل من إطعام الجائع وسقيا الماء إلى سقيا العقول وتغذية الأرواح.
إذا أردنا اليوم اللحاق بالركب الذي كنا قادته فيما مضى فعلينا البدء كما بدأ أسلافنا العظام، بالقراءة والتدبر فيما نقرأ، بالقراءة حياتنا أفضل، القراءة فن وأسلوب حياة.


 

Email