وجهة نظر

التسامح مفتاح السعادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

التسامح هو مفتاح الفعل والحرية. إن كنت تريد أموراً تسع الجميع فهي التسامح والحرية ومنطق الحوار. مهما تعلم الناس من فنون فلن يتعلموا شيئاً يشبه فن التسامح، إنّها القلوب النقية التي تسبح الله. التسامح هو الذي يعطي للصواب قوته وقدراته على الامتداد وتحقيق النصر. التسامح في دولة الإمارات مفهوم مختلف، إذ تحول فكره وقيمه ومبادئه إلى نهج حياة وسعادة وبرنامج عمل، الإمارات كانت وما زالت وستظل تضرب مثالاً للتسامح والقيم الإنسانية الحضارية الراقية، حيث تعدُّ حاضنة قيم التسامح والسلم والتعددية الثقافية، وكفلت قوانينها للجميع الاحترام والتقدير.

لقد أطلقت القيادة الرشيدة مبادرتها العالمية للتسامح إيماناً منها بأنه الطريق للأمن والاستقرار والبناء والتطور، وخصّصت الدولة وزيراً للتسامح وهو المنصب الذي استحدث في التشكيل الوزاري للحكومة في فبراير 2016، لترسيخ التسامح قيمة أساسية في المجتمع على الصعيدين المحلي والإقليمي، والاهتمام في غرس قيم معينة في المجتمع الإماراتي، وفي مقدمتها التسامح والتعايش والاعتدال.

التسامح أحد القواعد الأساسية التي قامت عليها دولة الإمارات، وترتكز قيمه على الدين الإسلامي، ودستور الدولة، وإرث المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والأخلاق الإماراتية. وتمثل الإمارات من خلال رؤيتها نموذجاً تقدمياً للمجتمعات المتحضرة التي يتساوى فيها الإنسان أمام القانون، بغض النظر عن دينه وعرقه. يعد التسامح من طرق الوصول إلى السعادة والحب، كما أنه يطهر الروح والقلب، ويزيد الشعور بالاستقرار النفسي والأمن، وتظهر أهميّة التسامح جليّة في العديد من جوانب الحياة المختلفة، حيث يزيد التكافل بين أفراد المجتمع، ويبعث على الشعور بالسعادة، مما يقلل نسبة العصبيّة والتوتر التي تؤدي إلى انتشار الجريمة والعنف في المجتمع، إضافة إلى أنّه يبني المجتمع، ويجعله يزدهر من خلال فتح آفاق السعادة والحبّ بين الأفراد، وتقوية العلاقات الاجتماعيّة، ويزيد تحضر المجتمع ويوحده.

للتسامح العديد من الأشكال المتمثلة في التسامح الديني، حيث يظهر ذلك التعايش مع الديانات الأخرى مع مراعاة ممارسة الشعائر الدينيّة والطقوس لكل ديانة بعيداً عن التعصّب، والتسامح في المعاملات، والتسامح الثقافي والتسامح العرقي، وأخيراً فإنّ البشريّة في يومنا هذا أحوج ما تكون إلى قيمة اجتماعيّة ودينيّة عظيمة بحجم التسامح.

التسامح يعني التّساهل مع الآخرين، والإحساس بهم وبكينونتهم، وعدم إقصائهم لمجرّد وجود اختلاف معهم، ومن هنا فإنّ مصطلح التّسامح لا يقف عند كونه مُصطلحاً يدعو إلى احترام الآخرين واحترام الاختلاف القائم، بل هو أسلوب حياة. إن التّسامح فكرة عامة يمكنها أن تشمل نواحي الحياة كافة، حيث تمثّل هذه الفكرة حجر الأساس لبناء المجتمعات الآمنة المطمئنة التي تسعى إلى خيرها، وبناء مستقبل مشرق، وتأسيس علاقات إنسانية مبنيّة على المحبة والألفة والتّعاون المشترك «سامح لتسعد».

Email