وجهة نظر

برقع الحياء

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحياء والاستحياء نعمة من عند المولى تبارك وتعالى، فمن اكتسى بها فقد باء بفضل من الله ونعمة، ومن تجرد منها فعليه الرحمة.

حيث ظهر في الآونة الأخيرة ظاهرة الاستجداء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال سؤال الناس بطريقة أو بأخرى عن تلبيه احتياجاتها التي تُدعى بأنها ضرورية، ومن مثل ذلك أن يضع السائل صورة لحالة مرضية تدمي القلوب أو صورة طفل مشوه أو مأساة أسرية أو ما إلى ذلك.

علماً بأن ديننا الحنيف قد حثنا على الشفقة والرحمة ولكن على أن تكسى بثوب الحياء، وحيث إن وسائل التواصل الاجتماعي تعد من الوسائل العالمية سريعة الانتشار، فكان من الأولى استخدامها في الأمور النافعة، علماً بأن دولتنا الحبيبة قد سهلت أمور المحتاجين والأسر المتعففة وذلك عبر تلبية الاحتياجات من قبل المؤسسات الخيرية المعتمدة في الدولة، ونقول هنا المعتمدة لأنه في المقابل توجد جمعيات غير معتمدة.

وحقيقة تعد المسألة جد خطيرة، ربما السائل يسأل كيف خطيرة، ونحن نقوم بالمساعدات وتقديم يد العون والخير من خلال أصحاب الأيادي البيضاء في الدولة.

ولكن نقول إن الكثير منهم قد استغلوا الأمر بصورة مبالغ فيها وكذلك بطريقة مسيئة للدولة التي عرف عنها أنها دار زايد الخير. فماذا لو لاذ الشخص لهيئة خيرية بدلاً من السؤال عبر تويتر وانستغرام وغيرهما، أم أن المهم الحصول على المال فقط بطريقة أو بأخرى، نأسف أن نقول إن هذه الأمور تعكس أبعاداً مسيئة، وقد صدق نبينا الكريم (عليه الصلاة والسلام) عندما قال: لَأَنْ يَحْتَزِمَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً مِنْ حَطَبٍ، فَيَحْمِلَهَا عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا يُعْطِيهِ أَوْ يَمْنَعُهُ«.

المهم هو السعي قبل فوات الأوان بالقضاء على مثل هذه الظواهر قبل أن تحصل نتائج لا تحمد عقباها بأي حال من الأحوال. وهناك مسألة في غاية الخطورة وهي مسألة جمع التبرعات بصورة غير نظامية، فقد توقع أصحاب الصلة في مشاكل أمنية وخاصة أن هناك حوادث تحدث من جراء مثل هذه الأفعال.

نحن مع فعل الخير ولكن دون إضرار بسمعة البلاد والعباد، عملاً بنص المادة القانونية رقم 42 في قانون المعاملات المدنية لدولة الإمارات العربية المتحدة: «لا ضرر ولا ضرار والضرر يزال»، وكذلك القاعدة الفقهية التي تنص على أنه: «درء المفسدة أولى من جلب المنفعة».

يجب اتباع القوانين واللوائح التنظيمية المعمول بها في الدولة لتعد الأساس الصحيح والدرع الواقي من الوقوع في أي مفسدة. إلى جانب تقوية الوازع الديني والبعد عن الشبهات بأنواعها لأن في ذلك الخير والنفع الكثير. وكذلك تغيير النظرة الدونية للأشخاص الذين يرتادون الجمعيات الخيرية فلولا الحاجة لم يلجؤوا.

فاللهم أغننا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عن سواك، وبلغنا جميعاً أمانينا دون ذل أو خضوع بعزة نفس بعيداً عن الإشهار والترويج للحاجة الملحة، والله الموفق.

Email