زايد والثروة النباتية والحيوانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما بدأ المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد عمله في مدينة العين أخذ يهتم بكل ما يلفت انتباههُ من الطيور والظباء والجمال والخيول، كما لفتت أنظارهُ الأفلاج التي كانت محتاجةً إلى صيانة وترميم من الفلج إلى المزارع، لكي تُستغلْ في ريْ وزراعة النخيل والأشجار الأخرى كالمانجو والليمون، ومن أهم الأشجار الأخرى شجرة الغاف.

وكان الشيخ زايد (طيّب الله ثراه) قد أولى اهتمامه للإنسان والمكان والحيوان والنبات وكل ما من شأنه أن يوليه ويحتاج منهُ العناية والاهتمام منذ الصغر إلى أن يصل لبر الأمان.

وعندما صار حاكماً في إمارة أبوظبي في أغسطس 1966م، شرع في تأسيس دائرة الزراعة والري، فكانت مهامها استصلاح الأراضي في المناطق التالية كجزيرة أبوظبي ومنطقة العين ثم في المنطقة الغربية محاضر ليوا وغياثي وبدع زايد وما حولها، والعمل على زراعة النخيل والفواكه والخضروات، وتشجيع المواطنين على الزراعة وزيادة المحصول الزراعي في آخر المواسم الزراعية.

وعندما تولى رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة أمر بتأسيس وزارة الزراعة والثروة السمكية وكان يضع الخطط والاستراتيجيات بنفسه لكي يضمن أن تصل الزراعة إلى كل منطقة من مناطق الإمارات، وينشئ الحدائق ويجمل الشوارع ويضع لمساته على هذه الشوارع ويقول: «ازرعوا هنا نخلة وهنا غافة وهنا سدرة»، وكان في فصل الشتاء والربيع يهتمُ بزراعة الورود في مختلف الشوارع.

كان رحمه الله رحيماً ليس على العباد فقط إنما رحيماً على الحيوان أيضاً، ففي إحدى المرات كان عائداً من أبوظبي إلى العين فطلب أن يشاهد مزرعة من مزارع أحد المواطنين فشاهد أن المزرعة فيها نباتات لم تُسقَ جيداً والخيول تلهثُ من العطش، فأصدر أوامره بأن يتم ري المزرعة بالماء ويتم شراء الخيول، وسعى إلى إنشاء محميات طبيعية كجزيرة صير بني ياس التي باتت تحوي على آلاف من الحيوانات التي كانت مهددة بالانقراض كالظباء وغزلان الرمل العربي والفهد الصياد والزواحف والطيور والثديات الصغيرة وأنواع من مختلف الأشجار المثمرة.

ولم تغبْ الثروة السمكية عن فكر الشيخ زايد بل أصدر أوامره بضبط مهنة الصيد لكي تتكاثر الأسماك في مواسمها وعدم انقراضها، فأصدر القوانين الخاصة بمهنة الصيد، وشجع على استزراع أشجار القرم بالقرب من البحار المحيطة بدولة الإمارات، لأنها تعمل على تكاثر إصبعيات الأسماك.

أصبح مع الأيام زايد بن سلطان (رجل البيئة الأول) وراهن عليه الكثيرون، وفاز عليهم ثم قلّدوه بالأوسمة والجوائز لأنه تحدى الصحراء وجعلها جنة خضراء، فكان يقول: أعطوني زراعة سوف أبني لكم حضارة..

طيّب الله ثراك يا بابا زايد.

Email