النوادي الصيفية تصنع الإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

تزخر دولة الإمارات العربية المتحدة في هذه الأيام بالنوادي الصيفية في كل مكان وكل جهة عمل أعدت له برنامجاً صيفياً لقضاء أوقات يستمتع فيها الأطفال من كافة الأعمار من عمر 3 سنوات - 18 سنة، وهذه الأنشطة تتطلب الإعداد والتفكير لها لكي يستمتع الأطفال ما بين الإبداع وقضاء أوقات ممتعة والتسلية والخروج بمواهب تؤدي بهم إلى الإبداع ثم الابتكار في المستقبل إن شاء الله.

عندما تأسست دولة الإمارات لم تغفل عن بناء الطفل وتنمية مواهبه فعندما تأتي فترة الصيف، تأخذ بيديه وتطبق قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل»، فمن هذا المبدأ بدأت الدولة تطبق مشروع زايد لتحفيظ القرآن الكريم والسنة النبوية والدورات التراثية والدورات في مجال الفنون بكافة أنواعها، والرياضات البحرية والشطرنج والكاراتيه والتايكواندو ودورات الحاسوب وتعليم اللغات والتصوير وفنون الطبخ بكافة أنواعه.

وفي الألفية الثالثة تطورت الأمور مع وجود الإنترنت ودخول عالم الإلكترونيات وتغَيّر اهتمامات الأطفال وتفتحهم إلى عوالم أكبر وأحدث، فبدأت الدولة تسخر للأطفال الإمكانيات وتعطيهم الفرصة لكي يفكروا ويبدعوا ومن ثم يؤدي هذا الإبداع إلى مزيد من الإبداع ثم إبداع اكثر فأكثر، وإن دخل الطفل مجالاً معيناً وهو في سن صغيرة ووجد مناخا يؤهله ويحتضن إبداعاته التي بدأها من خلال تعليمهِ والنوادي الصيفية التي ارتادها في عطلته الصيفية فحتماً سوف تؤدي إلى ابتكاره في المستقبل القريب ويصبح عالماً أو رائد فضاء.

لم تغفل الدولة عن تأسيس المدن الصيفية كمدينة مدهش الترفيهية التي باتت تستقطب الأطفال من كافة دول العالم، وكذلك رياضة الجيوجيتسو أصبحت من الرياضات الحديثة وأدخلت من ضمن الخدمة الوطنية، ورياضة الغطس للجنسين وعلم الفلك والمحافظة على البيئة وإعادة التدوير ودورات الإعلام الرقمي والشرطي الصغير، ولا ننسى الكشافة والمرشدات التي تعلم الطالب والطالبة على الصبر وأن يكون مستعداً لخدمة مجتمعه ووطنه ويتطوع في أي وقت.

وفي هذه الأيام تبادرُ بعض الجهات بتعليم الطلاب أو الطالبات حرفا ومهنا جديدة عليهم، سواءً داخل الدولة أو خارجها وهذه من الأشياء الجيدة التي أصبحت تعطي الطالب فرصة التأهل للدخول إلى عالم أوسع على أن يكون واثقاً أكثر من نفسهِ، فتبدأ هذه الجهات بإعطاء فترات لمدة أكثر من شهر وتعد لهم برنامجاً لكي يصبحوا سفراء في القيادة أو مديرين للمستقبل، ويمكن أن يسافروا إلى دولة من الدول التي تعطي للطالب فرصةً للبحث والاستكشاف والاعتماد على النفس.

من هنا تثبتُ النوادي الصيفية لنا أنها أصبحت تعطي الفرصة لصنع المستقبل لقادة الغد وأجيال الحاضر الذين يتطلعون لمستقبل باهر أكثر ذكاءً وتطلعات إلى الفضاء.

Email