المرأة السعودية تقود السيارة

ت + ت - الحجم الطبيعي

المرأة الخليجية لم تنل ما تتمناه في حياتها إلا بعد مسيرة حافلة بالجهود الدؤوبة والإصرار على التفوق والنجاح لتقوم بدورها المحوري في عملية التنمية إلى جانب الرجل، بعد أن حظيت بدعم القيادة الرشيدة لدول المنطقة التي استمعت إلى صوتها ومن ثم سعت إلى الأخذ بيدها.

ورغم أنه كان هناك تباين في سرعة تحقيق هذه الإنجازات بين دولة وأخرى إلا أنه يحسب للمرأة أنها نجحت في إيصال صوتها لتحقيق منجزات سياسية واجتماعية وتعليمية وغير ذلك.

عندما قرر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود السماح فكرة قيادة المرأة السعودية السيارة في بلدها كانت الفكرة قد أحدثت ضجة كبيرة في السعودية، فأصبح الناس ما بين مؤيد ومخالف، وأصبحت التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي تتوالى بين المؤيدين والمخالفين، إلى أن قام سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بتحديد موعد تدريب السيدات وموعد بداية دخول السيدة السعودية لأول مرة في قيادتها لسيارتها على أن تكون الموافق 10 /‏‏10 /‏‏ 1439، بين الرياض وجدة والدمام. من هذا القرار يكشف لنا سمو الأمير وقوف القيادة السعودية مع المرأة السعودية لحظة بلحظة، وها نحنُ اليوم نشاهدها على الواقع في شوارع السعودية وقد آزرتها بعضٌ من أخواتها الإماراتيات والكويتيات والبحرينيات، لتشجيعها على ذلك.

تاريخيا اعتُبرت الشيخة بدرية سعود الصباح أول سيدة من الكويت تقود سيارة إثر انتهائها من الدراسة في الخارج، حيث صدر قرار من رئيس الصحة العامة الشيخ فهد السالم، بتعيينها مشرفة عامة على الصحة، وفي عام 1947 تعلمت قيادة السيارة، ثم انتشرت قيادة السيارات للسيدات بين الكويتيات والبحرينيات إلى أن وصلت إلى الإماراتيات، فأول سيدة إماراتية كانت المرحومة موزة بنت نكحان من إمارة رأس الخيمة، التي توفي زوجها واضطرت أن تتعلم سياقة السيارة لتوصل أبناءها إلى المدارس وهي بحشمتها وبرقعها، وظلت على هذه الحال إلى أن أصبحت جدة وهي بعمر الثمانين وتوصل أحفادها بنفسها إلى أن توفاها الله، طيب الله ثراها. وفي دبي من أوائل اللاتي أخذن على عاتقهن التدريب على السياقة الفنانة القديرة السيدة موزة المزروعي، وهذا كان في أوائل السبعينات من القرن الماضي في شرطة دبي.

من ضمن ذكرياتي في الكويت وفي يوم من الأيام مرض والدي بالزائدة الدودية فلم يستطع الذهاب وحده إلى المستشفى فقال له جدي لو أتحت لزوجتك فرصة تعلم السواقة لكانت أخذتنا إلى المستشفى بلا تعب، الآن سوف أذهب لأطلب المساعدة، مبروك للمرأة السعودية وإلى الأمام.

Email