معرض المكفوفين «سايت مي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظمت جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً، معرض ومؤتمر «سايت مي» في الشرق الأوسط، الذي عقد في إكسبو، من الفترة 13 إلى 15 فبراير 2018، وكان تحت رعاية الجمعية، وقد افتتحه الشيخ ماجد سلطان القاسمي مدير دائرة شؤون الضواحي والقرى في الشارقة، وقد اصطحبنا المشرفون على المعرض بهدف التعريف بالمعرض ومحتوياته، الذي ضم معروضات ومنتجات من الإمارات ودول الخليج واليابان والصين وأميركا وبريطانيا وألمانيا والسويد، وهي تحاكي المكفوفين، وتحاول مجاراة قدراتهم عن طريق أجهزة، تتماشى مع المكفوف في حياته اليومية، وكأنه يبصر منذ صباح اليوم إلى المساء.

وعندما قمت بزيارة المعرض، أعجبت بما توصل إليه العلم في رعاية المكفوفين من أجهزة ونظارات، وكل ما يحاكي المكفوف، وهذا العلم وابتكاراته، واختراعات الإنسان بشكل عام، أدت إلى أن المكفوف رغم عدم قدرته على الإبصار، أصبح يرى الألوان ويشعر بها، ويقرأ ويتصفح الصحيفة والكتاب، وكتباً عربية مسموعة، وتم إصدار مجلة باللمس، وهذا من فضل الله، ثم من فضل اختراعات الإنسان، وهذا ما رأيته بنفسي، وكانت المتطوعة ناعمة الفلاسي، الطالبة من جامعة الشارقة في انتظاري، لاصطحابي حتى تحكي لي قصة المعرض، وكلما طلبت شيئاً لبته لي، فأخذنا نلف على أربعين جهة من الجهات المحلية كشرطة دبي، التي طبعت بحثاً بطريقة برايل، ومؤسسة تمكين، التي تعطي دورات في الحافز الآلي للمكفوف، وجامعة الشارقة وجامعة الإمارات وجامعة زايد، وما تقدمه من خدمات للمكفوف، ومشاركة خليجية من مملكة البحرين في جمعية المكفوفين، والمجلس التنفيذي البحريني.

وقد حظيت بتجربة مقهى حوار في الظلام، وهذا المقهى يحظى فيه الزوار بتجربة تدفعهم للتعاطف مع الظروف الحياتية اليومية التي يعيشها المكفوفون والمعاقون بصرياً، وتدفعهم للتفكير بأهمية حاسة البصر التي يمتلكونها. حيث يحظى الزوار بفرصة لاختبار البيئات الحياتية اليومية في غرف مظلمة، مصممة خصيصاً لتعزيز هذه التجربة.

وقد حدثتني إحدى المتخصصات عن تجربة حوار في الظلام، وهي تجربة جلبتها من الجمهورية الألمانية، وقد تدربت عليها في ألمانيا، والآن تحاول أن تدرب المبصرين لمدة ساعة، كي يشعروا بما يشعر فيه فاقد البصر، من خلال القهوة والشاي والحليب والخضراوات والفاكهة، وكل ما يريد تجربته في هذا المقهى، دون أن يكون هناك ضوء في المكان، حتى لو كانت إضاءة هاتف، ويكون الشخص معصوب العينين، وقد تناقشنا عن كيف أن الله سبحانه وتعالى، قدم السمع على البصر في آياته المحكمة (السميع البصير).

هذه المعارض، تخدم كثيراً هذه الفئة، وتسلط الضوء عليهم، ولكن تبقى أنشطتهم في المجتمع ودورهم أكبر وأكثر من أن تحدها هذه الأجهزة، ولهم الشكر والتقدير والثناء، وهذا غيض من فيض.

Email