عزز ثقتك بنفسك

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبح كلام الناس هاجساً يدور في أغلب المجتمعات، فالبعض يضعون كلام الناس نصب أعينهم في أي عمل أو تصرف يقومون به، فالعاطل عن العمل يخشى من كلام الناس المثبط للهمم والمطلقة تخشى كلام الناس الذي يشعرها بالظلم والإحباط وحتى العانس تخشى أيضاً كلام الناس فتبدأ تقارن نفسها بمن هم أحسنُ حظاً منها، ولكن لم كل هذا الخوف؟ أوليس كل هذا مقدر ومكتوب، وهل من المعقول أن يضطر أي شخص لفعل الأمور التي تخالف رغباته فقط من أجل إرضاء من لا يعرفهم حق المعرفة.

كم أم تسببت في كآبة ابنها بحرمانه من الاهتمام به من أجل كلام الناس، وكم من شخص كان على وشك أن يضحي بشريكة حياة لا تعوض خوفاً من كلام الناس، وكم زوجة لم تقدر تعب وجهد زوجها لسنواتٍ طويلة لأنها منشغلة بالمظاهر والشكليات أمام الناس فلم تعطه حقه من الاحترام والتقدير ففقدت احترامه؟.

كل الخسائر قابلة للتعويض إلا أن تخسر سنوات عمرك باحثاً عن رضا الناس.

قصة هادفة تدور حول تأثر بعض الأشخاص بكلام الناس والشائعات التي تتردد من حولهم في المسلسل «كلام أصفر» الذي يقوم على دراما اجتماعية وإنسانية في مجتمع عربي يعاني من تدخل الآخرين في شؤونهم ومدى تأثير كلام الناس في حياتهم الخاصة.

يوضح المسلسل خطورة الاهتمام بكلام الناس على المجتمع بشكل عام وعلى الأسر بشكل خاص ويسلط الضوء على خطورة تدهور العلاقات بسبب تصديق كل ما يسمعونه منهم حتى يقعوا في خلافات مدمرة لا يستطيعون أن يخرجوا منها إلا وهم في حالة حزن ويأس.

كلام الناس لا ينقص من شخصية الإنسان أي شيء ولكن الاهتمام بكلامهم هو ما يجعله يخسر احترامه لنفسه.

حالة الخوف المبالغ فيها من رأي الآخرين يجعل الإنسان يضطر لاتخاذ أغلب القرارات التي تناسب الناس وليس ما يناسبه، وذلك ما يجعله دائماً في حالة من التوتر وعدم الارتياح، لأن همه الشاغل أن يكون محط إعجاب الجميع في أي عمل يقوم به فتصبح شخصيته مع مرور الوقت ضعيفة جداً واعتمادية على رضا الناس الذي يؤدي بدوره إلى الخضوع للآخرين والتعلق بهم خوفاً من أن يتم الاستغناء عنهم.

ولكن أين مركز ضبط المشاعر لدى هؤلاء الأشخاص؟ من الناحية النفسية، الناس الذين يهتمون بكلام الآخرين، هم أناس مركز الضبط لديهم خارجي، ما يعني آراء الناس عنهم كفيلة أن تتحكم بمصيرهم، لذا من المهم أن يكون مركز ضبط المشاعر من داخل الذات وليس من الخارج المبني على قرارات وآراء الغير.

ثق بنفسك فأنت مميز ورأي الآخرين لن يقدم أو يؤخر شيئاً. لذا تحكم بحياتك بطريقتك الفريدة التي لا يملكها ولا يعرفها غيرك. قيم آراء الآخرين عملياً وليس عاطفياً وعزز ثقتك بنفسك فهي التي ستساعدك في تحقيق الأهداف والغايات التي تسعى إليها للوصول إلى محطة النجاح في أغلب العلاقات.

Email