لم يكذب أبو متعب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، يتجنى على أحد عندما قال مقولته المشهورة «كذاب مثل أبوك» مخاطباً الأمير الصوري لتنظيم الحمدين الإرهابي، الذي ابتليت به دولة قطر الشقيقة. وها هي الأيام تثبت صحة مقولة «أبو متعب»، طيّب الله ثراه. وها هم يقدّمون لنا الأدلة على كذبهم وافترائهم يوماً بعد يوم، كأنهم في مسابقة يخجل حتى جوبلز، مهندس ماكينة الدعاية النازية، من المشاركة فيها.

آخر الافتراءات كانت أكذوبة مزدوجة تتهم دولة الإمارات باختراق المجال الجوي «السيادي» لدولة قطر «العوظما» بينما أي «مبتدئ» يعرف أن هذه الدويلة لا مجال جوياً لها، وأن المسارات الجوية المعتمدة دولياً في إقليمها الجوي تدار من قبل برج التحكم في البحرين منذ عقود، كما أن الأدلة أوضحت أن الطائرة العسكرية الإماراتية المعنية لم تكن تحلّق فوق الأجواء القطرية ابتداء لكي تخترقها!

ثم عادوا وفبركوا لقطة فيديو على لسان الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني تحت مزاعم عن احتجازه في الدولة، وتكشفت الحقيقة لتنتشر صور التقطها مسافرون محايدون تظهر الشيخ الكبير برفقة كريماته، وهو ينهي إجراءات السفر في مطار أبوظبي دون منع ولا حجز ولا حتى تدخل من السلطات المختصة، ومع ذلك واصلت أبواق الدوحة أكاذيبها وافتراءاتها وآخرها أن «الإفراج» تم بتدخل من «تميم»!

وقد أحسنت وزارة خارجيتنا النشيطة والمهنية والمحترفة، مرتين، حين ردّت على افتراءات تنظيم الحمدين بالأدلة والوثائق في ما يتصل بأكذوبة الاختراق، ثم حين قدّمت أيضاً الأدلة والوثائق كاملة التي تدين تنظيم الحمدين في ما يتصل بالقرصنة الجوية ضد طائراتنا المدنية واعتراضها بالقوة العسكرية الغاشمة، ونتمنى إكمال الجهد باستصدار قرار من مجلس الأمن يدين هذه القرصنة المفضوحة.

مشكلة تنظيم الحمدين أنهم يفهمون عدم رغبة الرباعي العربي في التصعيد أو إعطاء أهمية للأزمة مع هذا التنظيم أكبر بكثير من حجمها؛ يفهمون ذلك على أنه ضعف أو عجز، ولكنهم ينسون أن الحقيقة هي غير ذلك، وليتهم يفقهون، وسأستعير هنا مقولة وزير الخارجية السعودي التي قالها عن إيران، ولكن بنسخة مني موجهة لتنظيم الحمدين: «إذا كانت قطر دولة فعليها التصرف كدولة واحترام المواثيق الدولية، وإذا كانت قطر عصابة فنحن نعرف كيف نتعامل مع العصابات».

نحن لسنا طلّاب حرب، وعلى الأخص ضد شعب شقيق تربطنا به أواصر القربى والأخوة والمحبة، ولكن مشكلتنا هي مع هذا التنظيم أو بالأصح التشكيل العصابي الذي اختلس السلطة، واحتل أراضي الأشقاء وموّل الإرهاب والإجرام ضد جيرانه دون حياء ولا خجل ولا احترام لقواعد حسن الجوار، ولا لميثاق مجلس التعاون أو الجامعة العربية، ثم ها هو بكل وقاحة فجة يرتكب جريمة القرصنة الجوية المباشرة والعلنية ضد طائرات مدنية وأمام أعين الركاب الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل، وضارباً بالقوانين الدولية عرض الحائط.

إذاً، ما العمل، وما الحل مع هذه العصابة المتفرعنة؟ برأيي المتواضع، الحل اختصره الشاعر:

بيننا وبينهم بس دقايــــق دربْ أشّر يا بو خالد ونشعلها قيامةْ

قبل أذان الفجر نرسل السربْ ووعدٍ علينا إنجيكْ قبل الإقامةْ

Email