يوم المعلم.. 5 أكتوبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان المرحوم والدي ماجد محمد السري يتحدث دائماً عن أهمية العلم والمعلمين، وكان يردد دائماً البيت الشعري لأحمد شوقي: «قُــمْ لـلمعلّمِ وَفِّـهِ الـتبجيلا.. كـادَ الـمعلّمُ أن يـكونَ رسولا»، ويردد دائماً المقولات الشهيرة مثل: «العلم نور، العلم في الصغر كالنقش على الحجر، من علمني حرفاً صرت له عبداً»، وغيرها من العبارات التي تكرس أهمية وتبجيل العلم والمعلمين.

ويحكي لنا والدي وهو يتذكر ويقول: «أذكر عندما قام عمي سيف السري بتسجيلنا أنا ومجموعة من أهل اللية في مدرسة البريمي بعد انتشار التعليم شبه النظامي في تلك الفترة في الشارقة، أنا وأخي سعيد وخالي محمد ماجد وأحمد سالم، وكنا ندرس عند المطوع عيسى موسى، وهو أول من علمنا حفظ وتفسير وقراءة القرآن وتدريس وتفسير علوم الحديث في كتاتيب اللية، وما زلنا نعترف بفضله علينا هو وزوجته التي كانت تعلم البنات، وكانا من أهل الشارقة طيب الله ثراهما، ما زلت أتذكر بالخير والفضل الكبير معلمينا في المدرسة، مثل الأستاذ عبد الله بو رحيمة من الشارقة، الذي درّسنا اللغة العربية والقرآن الكريم، وأستاذ نصر الطائي معلم اللغة الإنجليزية من سلطنة عمان، وناظر المدرسة محمد علي المحمود الذي أسس مدرسة الإصلاح في الشارقة عام 1935م، أساتذة أفاضل أسهموا في بناء عقولنا ونحن صغار، ونتذكر فضلهم علينا ونحن كبار».

كان والدي ماجد السري يتذكر ويقول: «في مدرسة البريمي كنا نجلس على الحصير على الأرض، وكنا نجلس صفوفاً ونستمع إلى المعلم وننصت إليه بكل اهتمام وانتباه، وباحترام شديد، وكنا نستخدم اللوح والصخام في الكتابة كلما طلب منا المعلم ذلك، وكان كلامه أوامر»، ويقول والدي: «كان من أهم من درس معي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وابن عمه المرحوم الشيخ حمد بن ماجد القاسمي، والدكتور تريم عمران تريم، وخالي محمد ماجد السري، والسفير أحمد سالم مقرب»، هؤلاء العظماء تعلموا في هذه المدارس البسيطة علوماً كبيرة ومهمة، وتعلموا أيضاً احترام المعلم وتبجيله.

في تلك الفترة من أربعينيات القرن الماضي، كان المعلمون والطلبة يقبلون على العلم والتعليم بكل جد واجتهاد، وكان كلام المعلم مقدساً وفرضاً عليهم، هكذا تعلمت النخبة التي أسست لنا وطننا دولة الإمارات، إنهم القدوة التي يجب أن نقتدي بها، ونتعلم منهم دروس الحياة، ومن أهم هذه الدروس احترام المعلم وإعطاؤه حقه وقدره، لأنه هو الذي يبني لنا عقولنا.

Email