التسامح في عهد زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

التسامح صفة من الصفات الإنسانية وفطرة الله في الإنسان، قال تعالى «ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور» (سورة الشورى 43) كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني». التسامح صفة نبيلة موجودة في الإنسان إذا زرعت فيه وكبرت معه أصبحت من الخصال الحميدة التي حث عليها الإسلام، وكانت من صفات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتكونت دولة الإمارات العربية المتحدة على مبادئ وأفكار مؤسسها زايد بن سلطان، وأصبحت دولة يشار إليها بالبنان.


وقد أكد الشيخ زايد، رحمه الله، مراراً وتكراراً على أن الإسلام دين رحمة وتسامح وتفاهم وتقارب بين البشر، ومعاملة بالتي هي أحسن، ولا يعرف العنف الذي يمارسه الإرهابيون الذين يدّعون الإسلام زوراً، وباسمه يذبحون إخوانهم وأهلهم للوصول إلى أهدافهم المغرضة تحت شعار الدين، في سلوك مشين، والإسلام منهم براء.

وقال رحمه الله: «إن الواجب يحتم على أهل العلم أن يبينوا للناس جوهر الإسلام ورسالته العظيمة بأسلوب يليق بسماحة الدين الحنيف، الذي يحث على الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى يستجيب الناس ويواجهوا الإرهاب باسم الدين والقتل باسم الدين».


وظل زايد بن سلطان متسامحاً مع نفسه إلى آخر لحظة في حياته، وكان يدعو الناس إلى التسامح والعفو والرسو بالسفينة إلى أقرب ميناء وعدم الخوض بالمجهول، وكان زايد يرعى حتى الشجر في أي مكان، مثل «غافة الشهبانة» في السلع التي أمدها بأسلاك حتى تتقوى وتبقى وتعمر.

ونخيل العين بافتتاح مشروع أفلاج العين، وواحة ليوا التي راهن عليها وعلى زراعتها مع الوفد الياباني، وكان رحمه الله، يحن على الطير وطلب أن تسقى الطيور حتى بعد وفاته، ورأى حصاناً كاد يموت عطشاً وجوعاً وطلب من صاحبه شراءه، الأمثلة كثيرة ولا يسعنا أن نعدد كيفية تسامح زايد مع البشر والطير والنبات والحيوان، هذا الإنسان في عهده أعطى الجميع، في الإمارات وخارجها، فأصبح يطلق عليه زايد الخير.


وها هي حكومة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تشكيلتها الأخيرة تضم وزارة للتسامح من أبرز أهدافها أن تكون الإمارات واحة للتسامح ولمكافحة التمييز والكراهية والقضاء على الإرهاب، وعيّن لها معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة الدولة، وهي بتقييمات خارجية من أبرز سيدات العالم تأثيراً.
إنه امتداد العهد الذي بدأه زايد الخير، ونتاج الحب الأبوي الذي أعطاه لأبناء الإمارات فأصبحوا يلقبون بأبناء زايد.

Email