الاتحاد في عيون زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

سوف يشهد التاريخ الحديث، بأن الإمارات العربية المتحدة تقف كونها أنجح تجربة وحدوية، وترفل في حلة من الأمن والأمان والرخاء والاستقرار استحقتها عن جدارة، لنكون في مصاف الدول المتقدمة، ففي عام 1958 م، وقبل تولي المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، عبر عن رؤاه بمقولة تاريخية حين قال:

«إنني أتطلع إلى اتحاد فيدرالي يعمل الحكام من خلاله على خدمة الصالح العام للمنطقة كلها، وإنني أرحب بانضمام قطر والبحرين إلى هذا الاتحاد»، فكان أن بدأ أول الاجتماعات في عرقوب السديرة بين المغفور لهما، بإذن الله، زايد وراشد، وكان يرافقهما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وكان شاباً في تلك الفترة، وبمجرد اتفاقهما على الاتحاد وتصافحهما أقرا الاتحاد المجيد، على مبدأ أن يكون زايد الرئيس، وراشد النائب.


وفي2 ديسمبر 1971، وأمام قصر الضيافة في منطقة جميرا بدبي، أعلن معالي أحمد خليفة السويدي بصوته رسمياً، قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وأصبح الشيخ زايد رحمه الله رئيساً للدولة، والشيخ راشد رحمه الله نائباً له، والمرحوم الشيخ مكتوم بن راشد بن سعيد آل مكتوم رئيساً للوزراء، واصطف حكام الإمارات صفاً واحداً في وقفة تذكارية.


ثم اكتمل عقد الاتحاد بانضمام إمارة رأس الخيمة عندما اتخذ المرحوم الشيخ صقر بن محمد القاسمي القرار الحكيم لدخول إمارة رأس الخيمة بالعقد الفريد، ولتلحق بالركب والانضمام في 10 فبراير 1972 م ليشهد بعدها العالم شمس الاتحاد من دولة الإمارات العربية المتحدة.


وبعد أن وضعت الدولة الاتحادية أسسها الداخلية، بدأت تعرف بنفسها وأصبح العالم يعرفها دولة سلام، واشتهرت بقائدها زايد في العالم كله، وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة دولة الخير والأمان، تمد يدها للفقير والمحتاج من دون النظر إلى العرق أو اللون أو الدين، ومبادئها السلام العالمي والأمن والأمان، وترحب بالجميع، والقاصدين إليها.


ثم تطلع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد إلى تأسيس مجلس التعاون الخليجي، والذي حدث في 25 مايو 1981 واجتمع المجلس لأول مرة في أبوظبي ليعبر عن تطلعات المواطنين الخليجين في لحمة واحدة، وأهداف واحدة، ومجلس واحد.


إنه فكر زايد، الذي كان يحلم بالوحدة العربية إلى أن توفي، رحمه الله.




 

Email