الإمارات في عيون زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن استقراء التاريخ واستنطاق أحداثه العظيمة يقدم القدوة والنموذج للأجيال الجديدة، فقد اعتبرت دولة الإمارات العربية المتحدة من أنجح التجارب الوحدوية في العالم التي سعى إلى تكوينها ونجاحها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان زعيم الاتحاد ومؤسس دولة الإمارات، طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات، بعزيمتهم وصبرهم تماسكوا ووضعوا أمرهم شورى بينهم، فنجحوا في تقديم هذا الاتحاد العظيم.


ولد زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في قصر الحصن في عام 1918 وشب عوده وأصبح ممثلاً للحاكم في المنطقة الشرقية من 1946 إلى 1966 في تلك الفترة دأب الشيخ زايد على اللقاء مع أهالي العين لحل المشاكل تحت شجرة الغاف التي تقع أمام قصر المويجعي، الذي كان يجلس تحتها يومياً مع الأهالي يناقشهم في كافة الأمور، وعندما كان يريد أن يبين خطوات أي برنامج تنمية وبناء كان يرسم على الرمل بعصاه ويقول: «فلتشيد مدرسة هنا، ومستشفى هنا».


وفي 6 أغسطس 1966 تسلم زايد الحكم في أبوظبي وقد وهبه الله الحكمة والعزيمة لينفق الأموال على ما فيه مصلحة للشعب ووضع الخطط لبناء أبوظبي الجديدة، فبلغت ميزانية عام 1967 - 47 مليون دينار بحريني - للبنية التحتية والمنازل الشعبية التي بلغت 2000 مسكن في المنطقة الغربية والشرقية في أبوظبي ووزع في مدينة العين الأراضي الزراعية على المواطنين، وبدأ ببناء بعض المدارس والمستشفيات والمرافئ وغيرها من الاحتياجات.


وأحد أهم إنجازات زايد التي لن ينساها الإماراتيون، عندما بدأ ينشئ لهم المساكن الحديثة الصحية، فقد أعطى «رحمه الله» اهتماما كبيراً للبدو الرحل، وأخذ يدرس أحوالهم ويسعى لاستقرارهم، وقدم لهم المساكن الجيدة الحديثة الملائمة لمعيشتهم في الأماكن التي يريدون العيش فيها.


لقد كان زايد الخير حريصاً دائماً على متابعة أحوال المواطنين قبل بداية الاتحاد ومن بعده، واهتم بإسكانهم وتعليمهم وصحتهم، وقد أخبرني جدي جمعة السري أنه شاهد بعينيه زايد بن سلطان قادماً بمفرده بدون أي مرافقين، من منطقة اللية عن طريق العبرة، فلما شاهده عرفه جدي، حينها وجه إليه «المغفور له بإذن الله» كلامه قائلاً: «أنا زايد بن سلطان أتيت لكي أرى أحوال الناس والرعية وماذا يريدون».
 

Email