رياح السموم القطرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ربما هبت رياح السموم هذا العام، رياح غير عادية منذ أيام رمضان، وبالتحديد الخامس من يونيو 2017 فكانت هذه الرياح غريبة علينا، لأن رمضان يأتي بالخير، ولكن في هذا العام جاء ومعه رياح السموم القطرية، التي فاجأتنا مفاجأة غريبة وكئيبة، جعلت من دول الخليج بدلاً من دول خيرية تتسابق في أعمال الخير، دولاً مدعاة للكلام ولإثارة الثرثرة والأقاويل.

وأصبحت شعوبها تتبادل الاتهامات، وذهبت قطر تفتري وتدعي أنها محاصرة من جيرانها، وتذهب لتلجأ لإيران وتركيا ليساعداها ضد أشقائها العرب الذين منحوها فرصة التوبة والرجوع للحق وللبيت العربي والخليجي فرفضت.

لقد خرقت قطر الاتفاقات وخانت العهود، التي أخذتها على نفسها دول مجلس التعاون معاً كونها أسرة واحدة مصيرها واحد، وذهب تنظيم الحمدين يدعي الادعاءات الباطلة على دول المجلس، ويدعي لنفسه الطهر والبراءة وهو منهما بريء تماماً، فلا طهر ولا براءة لمن يدعم الإرهاب ويموله ويدفعه على جيرانه.

زرت قطر مرة واحدة فقط في عام 1969 وكنت في الخامسة من عمري وكنت مع المرحوم والدي ووالدتي وإخواني قادمين من مطار دبي إلى مطار الدوحة، وبعد خمسة أيام متجهين إلى حيث نقيم في الكويت على طيران الخليج التي كانت تملكها البحرين وقطر والإمارات وعمان.

وفي هذا الصدد كان أحد أجدادي مجلسه العامر مفتوحاً في منطقة اللية طوال العام يأتيه الضيوف من كل بقاع الخليج ومن ضمنهم شيوخ قطر آل ثاني، الذين قام واحد منهم بخطبة إحدى سيدات العائلة فوافق جدي على طلبه وصار بيننا وبين آل ثاني نسب، وعندما زرنا قطر في عام 1969 كان والدي ماجد قد حجز لنا في فندق اسمه (سبحان الله)، وفي اليوم التالي ذهبنا إلى الفرضة لنتعرف على مكان تواجد قصر الجدة وهي أصبحت شيخة من شيوخ آل ثاني.

فكان من الطبيعي أن تتجدد العلاقة بين العائلتين فقاموا بطلب خطبتي أنا فما كان من الأهل سوى الرفض وبعد سنوات عدة حاولوا مرة أخرى وكان رد والدي بالرفض القاطع، لأنه لا يريد الغربة لي في حياتين، وتصور عزيزي القارئ لو أنني كنت قد تزوجت من شيوخ آل ثاني لكان الآن أحد مسؤولي الحكومة المهمين في أزمة قطر، والإخوان من أولادي، وهذا- لا سمح الله- لا أتمناه لأي مسلم أو مسلمة.

قناة الجزيرة التي لاحت وظهرت بأنها قناة إخبارية ولكنها قناة استخباراتية تنقل معلومات إخوانية ومعلومات إرهابية عن المتواجدين في الكهوف والجبال وتحت الأنفاق، وفي هذا الصدد عندما درسنا الإعلام في جامعة الإمارات عرفنا أن هذه القناة تستطيع أن تؤثر على المشاهد وتعطيه وجبة دسمة في المادة الإعلامية الإرهابية، وتصور الإرهاب على أنه بطولات، وهكذا تغسل دماغ المشاهدين السذج، والآن انكشفت حقيقتها للناس.

لقد شكلت لنا قطر أزمة بدعم الإخوان المسلمين منذ عشرين عاماً وهي ترى أن هذا ليس اتهاماً، وهي التي آوت لديها كل قوى الإرهاب من طالبان وصولاً إلى حماس وداعش، حتى مفجري الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.

الآن قطر تعيش في أزمة خلقتها هي لنفسها، ولا ندري ماذا سنقول لأبنائنا عن هذه الأزمة، هل نقول لهم إن جارتنا العربية تحالفت مع أعدائنا ضدنا.

 

Email