الشعب الإماراتي المتسامح

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الله تعالى »فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله« (الشورى - 40)، قد تعودنا بالعادات الإسلامية الأصيلة أن نكون متسامحين ومتأصلين في العادات التي تحث على التسامح والتصافي والعفو في أغلب الأوقات والأشياء والصفات والمعاملات والعادات، وعندما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، استهزأ به وبدعوته الكفار فأخذوا يضربونه ويسبونه.

فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن قابلهم بالرحمة، وقال لهم بعد أسرهم »اذهبوا فأنتم الطلقاء« وكما عرف عنه نبي الرحمة في تعامله بين البشر وعلى الشجر والحيوانات والجماد وكافة مناحي الحياة التي تعامل معها وأطل عليها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: »ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله«، وهذه دعوة لنا نحن أمة الإسلام وأبناء الإمارات إلى أن نتصافى ونتحد ونتخذ من آياته تعالى التي يقول فيها سبحانه وتعالى »وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا« (آل عمران - 112) لتكون شعاراً نتخذه دائماً.

ولأننا بدأنا بابتسامة زايد الكريم، زايد الخير، طيب الله ثراه، وبدأنا حياتنا على التسامح والسعادة والصلح خير فدامت وطابت معيشتنا وفألنا في الخير، وكلما طابت لنا الأيام طاب معها العيش وطابت للمواطن والمقيم فكرة التسامح أكثر فأكثر، وأخذت السعادة تزداد أكثر فأكثر، لقد وصلنا إلى هذه الحال لأن شعب الإمارات منذ قديم الزمان متسامح وتربى وتأصل على هذه العادات الإسلامية العربية.

بالعودة إلى الماضي كان الشعب متسامحاً ومتصالحاً مع نفسه بنفسه ويحب الخير للآخرين ويعفو عمَّن ظلمه إن أمكن، ويتحمل غيره إلى أبعد الحدود، ويحاول أن يكتم الغيظ، والشعب الإماراتي شعب مضياف وإذا جاءه الضيف يستقبله في منزله لمدة ثلاثة أيام دون سؤال عن مقصده أو مطلبه، ومعروف أن مجالس أغلب الرجال في خارج المنزل ترحب بالمارين وتستقبلهم بالقهوة والتمر، فالمجالس الإماراتية مدارس تعلمنا منها كثيراً من الأشياء التي جعلت منا متسامحين ومبتسمين وسعيدين ونرحب بالضيوف حتى لو جاءونا في منتصف الليالي.

وعندما دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى وضع وزيرتي التسامح والسعادة فقد حس أن شعب الإمارات قد وصل إلى درجة السعادة وأنه أصبح شعباً متسامحاً بنفسه مع نفسه وأنه إنسانياً يؤدي دوره للآخرين ويهب نفسه متى احتاجه الآخرون، وهذه الأشياء لا يقدمها إلا الأبناء أو الشعوب التي تكون سعيدة أو متجانسة فتعطي عن طيب خاطر.

وعند اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لمعالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي لتكون وزيرة للتسامح فهي حقاً متسامحة مع نفسها وانعكس هذا التسامح على من حولها وعلى شعب الإمارات، وأيضاً معالي عهود خلفان الرومي وزيرة السعادة تقابلك بابتسامة لا تفارقها أبداً وبإيجابية وتريد من حولها أن يكونوا سعداء، وهذا ما وصلنا إليه في الإمارات.

Email