في ثنايا الذاكرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخيانة الزوجية هي فعل أحد الطرفين بتكوين علاقة بشريك جديد وهو ما لا يرضاه الطرف الآخر سواء كانت علاقة رجل بامرأة أخرى أو علاقة امرأة برجل آخر خارج إطار العلاقة الزوجية، وتبقى هذه العلاقة غير مقبولة أياً كانت درجتها التي تبدأ غالباً بإعجاب أو قد تستخدم كوسيلة للانتقام. للأسف خيانة الأزواج أشبه بتدمير مروج الزهور وتحويلها إلى حقل ألغام لأنها تهدد بعض البيوت بالتصدع والانهيار، وقد تكون ذات آثار سلبية عميقة على نفسية الأبناء الذين تهتز في عيونهم صورة الأم التي تعد نبعاً من الحنان والاستقرار الداخلي ووالدهم الذي يشكل القدوة والمثل الأعلى.

يقال من قبل البعض إن في مجتمعنا العربي المحافظ قد يتم تخطي خيانة الزوج واعتبارها نزوة عابرة، أما المرأة فتكون لها كالجريمة التي لابد أن تعاقب عليها أشد العقاب، ولكن خيانة الزوج عند الله ليست بعابرة لأن الله سبحانه وتعالى سيحاسبه عليها ولو بعد حين فكما يحتم على الزوجة صون الزوج واحترامه في غيابه يحتم في المقابل على الزوج احترام الزوجة والمحافظة عليها.

في مقال «بذور الشك وعدم الثقة»، ذكرتُّ أن الخيانة الزوجية ليست أمراً جديداً وكما عهدناها في السابق أنها تبدأ غالباً من الرجل ولكن من المحزن المبكي أنها قد تشمل المرأة أيضاً، المرأة التي يكون لها دور كبير وعظيم في المحافظة على كيان الأسرة. فمهما كانت بشاعة سلوك وتعامل الزوج يبقى الحل الأمثل هو الصبر والتوكل على الله لأن الرجاء فيه لا يخيب.

عطفاً على ملاحظات بعض الأطباء النفسيين أن خيانة المرأة غالباً تكون بسبب الحب والتعلق بطرف آخر، لكن الرجل يخون دون حب لذلك تكون خيانة المرأة أخطر وأشنع، فقلة ما يخون الرجل بسبب عواطفه. وحين تم التطرق إلى أسباب الخيانة الزوجية عند الزوجة، ذكر البعض أنه قد يكون انعدام الوازع الديني وتقصير من الزوج. وهنا تختلف ردود أفعال الأزواج ولكن غالباً ما تكون بتطليق الزوجة فوراً.

أخبرتني إحدى الأخوات أن أخيها لا يرغب بالارتباط مرة أخرى بعد اكتشافه خيانة زوجته السابقة. فجاوبتها: «الحياة لا تقف عند إنسان لا يستحق لذا يجب مراجعة السلوكيات التي كانت سبباً في انهيار الحياة الزوجية السابقة والحرص على أن لا تتكرر في العلاقات القادمة والأخذ بعين الاعتبار أن الأبناء هم ثمرة الحياة الزوجية وبذرة الامتداد والبقاء فكما أن للوالدين حقوقاً على أولادهما، فإن للأولاد حقوقاً على والديهم، ومن أحب أن يحصد فعليه أن يزرع».

في الختام لا يمكن إلقاء أصابع الاتهام على أحد الأزواج فموضوع الخيانة الزوجية مبرره الأساسي ضعف الإيمان والوازع الديني فبغض النظر عن تقصير أحد الأزواج يبقى التسامح أو الانفصال الودي خير علاج فما أجمل أن ننظر للخلف حيث كانت الحُفر التي لم نقع فيها ليمثل مستقراً جميلاً في ثنايا الذاكرة.

Email