لا تسألني عن السعادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعني أسألك هذا السؤال المباشر: لو خُيّرت بين أن تحصل على مليار درهم أو أن يتم إنقاذك من حادث طائرة مميت بالكفاءة والمهنية والسرعة التي تصرف بها رجالنا الأشاوس يوم الأربعاء الماضي في مطار دبي وتعود لبيتك سالماً غانماً دون أي خدش فأيهما تختار؟

حادثة الأربعاء، رغم دراميتها، جعلتنا نشاهد كيف تعمل الحكومة الإماراتية (سواء اتحادية أو محلية) في أحسن حالاتها، حتى في حال الأزمة، وتكون النتيجة إبهاراً للعالم كله الذي بقي أياماً وهو يتناقل الإعجاب بواقع إخلاء 300 إنسان من طائرة تحترق خلال 45 ثانية فقط! لكن، ما علاقة هذا بالسعادة؟ «وين البيزات»! هنا يفشل كثيرون في رؤية الصورة على حقيقتها، وهي أن «البيزات» ليست هي ما يصنع السعادة، كما أن السعادة لا تقاس بـ «البيزات»!

ونحن لا نتحدث هنا فقط عن حادثة الطائرة، يوم الأربعاء، بل عن منظومة متكاملة من الفعل الوطني والإنجازات المتراكمة التي صيغت بهدف أساسي وهو أن تصبح حياتك أنت أيها الإماراتي أفضل وأيسر وأسعد، هذا هو عماد البنيان الذي بنيت عليه مبادرات الحكومة، منذ أن كنت ترسل طلب تجديد رخصتك التجارية بالبريد العادي وحتى أصبحت ترسله من هاتفك الذكي، ومنذ أن كنت تحصل على معظم خدمات الحكومة بيسر وسهولة، قبل الإنترنت وبعدها.

اليوم، عندما نجد أن الحكومة تغير تسمية دوائر خدمة المتعاملين إلى أقسام إسعاد المتعاملين فهذا لا يأتي من فراغ، وإنما يتوج عقوداً من العمل المتواصل للتحول في أعمال الحكومة ككل بحيث يصبح هدفها الرئيسي هو تحقيق أهداف وطموحات المواطن وإسعاده وإراحته. دعني أعود لحادثة الطائرة وأذكرك بتفصيل لم يحتفل به الإعلام كثيراً، فهل رأيت كيف تعاونت مطارات أبوظبي والعين والشارقة وآل مكتوم، وتلقائياً ومن دون انتظار تعليمات عليا، لاستقبال الطائرات المحولة من مطار دبي أثناء فترة الإغلاق المؤقت؟ هل شعر أحد أن هنالك نقصاً أو شيئاً غير طبيعي؟ كلا، وهذه وحدها تختصر الكثير من العناوين.

لاحظوا أنني لم أتحدث عن «البيزات»، وإنما عن آثارها، ولمن تهمهم «البيزات» كثيراً أذكرهم أن دولاً مثل العراق وليبيا وحتى إيران هي دول مصدرة للنفط واكتشف النفط فيها قبلنا، لكن أين نحن وأين هم، والسبب ليس «البيزات» وإنما «قيادة السعادة» و«عقلية السعادة».

الخلاصة، رجالنا لم يمارسوا السحر يوم الأربعاء الماضي، وإنما نفذوا ما دربتهم عليه القيادة الحكيمة ليس مرة أو مرتين، بل مراراً، والهدف لم يكن «الشو» الإعلامي، وإنما أن يتحقق مثل هذا الإنجاز عندما نجد أنفسنا في ظرف مثل ما حصل. هكذا خططت القيادة، وهكذا تعمل الحكومة، وهكذا ينجز الرجال، وهكذا يستفيد المواطن والمقيم وتصبح حياتهم في الإمارات أفضل وأسعد.

لذلك، إذا كنت لم تفهم معنى ما يجري في الإمارات حتى الآن، أرجوك لا تسألني عن السعادة!

Email