يحل علينا عام جديد، لنتوقف للحظات نفكر فيها في ما مضى من أيام وشهور. إن هذه المناسبة محفزة لنا على التفكير، أولاً في استعراض كل ما فاتنا وكل تلك المشاريع والأماني التي لم نحققها، ونتوقف ونسأل لماذا؟ ما هي الصعوبات والعقبات التي أعاقتنا؟ إن حلول عام جديد مفيد للمراجعة والتذكر، فمن الذي يجهل قيمة الخطط؟ فكم سمعنا عن مشاريع على مستوى دول وأمم بدأت بخطط تمت كتابتها بقلم الرصاص لتتحول إلى استراتيجيات كاملة يتم تنفيذها على مراحل زمنية تمتد لعقود عدة.

هذا على مستوى دول وشعوب، لكن ماذا عن المستوى الشخصي. قد يرى البعض أنه في غير حاجة لوضع خطة لحياته حتى لو كانت قصيرة الأمد، بمعنى خطة مرحلية تتضمن المهام والمنجزات التي يمكن أن يسعى لإتمامها خلال العام الجديد.

البعض منا يعيش في دوامة تكرار الأخطاء والشعور بالفراغ، بسبب عدم وجود خطة توضح خلالها ماذا يريده؟ وما هي الأعمال التي يجب أن نوليها عنايتنا لإنجازها خلال فترة زمنية محددة؟ إن ثقافة وجود خطة توضح لنا جملة من المعايير والواجبات التي تبلغنا بالطريقة المثلى، وكيفية تحقيق هذا النجاح.

مع مطلع العام الجديد، أنصح كل من يقرأ كلماتي بالجلوس مع النفس والتفكير في حجم المهام والواجبات التي لديه، والأعمال التي يُنتظر منه أن ينهيها، ويمسك بورقة وقلم ويبدأ بتدوين كل شيء مطلوب منه، ثم يضع كل مهمة في إطار زمني، خصص بنداً شخصياً تهتم فيه بنفسك وصحتك ولياقتك البدنية والرياضية، وبنداً آخر للأسرة وللرحلات، وثالثاً للزملاء والأصدقاء، متى تلتقي بهم، والأهم من هذا جميعه اكتب تطلعاتك من عملك ووظيفتك التي تشغلها، وما الذي ستسعى لتحقيقه خلال العام الجديد، وما الذي ستضيفه لنفسك من خبرات، بل ما الذي ستتعلمه خلال العام الجديد.

هي دعوة للجلوس مع النفس والتفكير بهدوء، ووضع خطة شاملة مالية عملية ترفيهية، يمكن من خلالها محاولة التقيد بها والعمل على تنفيذها، وأؤكد لكم أنكم ستدهشون من حجم الفائدة التي ستجنونها.