قيمة الوطن وشرف الانتماء إليه تتجذر وتكبر عند إحساس المواطن الذي ينتمي لهذا الوطن بالحب له والفخر بالانتماء إليه، ذلك الإحساس الذي يعتمد على الوعي والإدراك بأن الوطن كالأم التي ترعى أبناءها وتدافع عنهم مدى الحياة، وهكذا الوطن مثل الأم لأبنائها.
الانتماء للوطن لا يتحقق ببطاقة هوية أو جواز سفر، وإنما يتحقق بالانتماء الصادق للأرض والشعب واللغة والدين والعادات والتقاليد والمبادئ والقيم التي يتصف بها هذا الشعب، إنه انتماء لتاريخ الأمة وتراثها وافتخار بمسيرتها عبر التاريخ.
الانتماء للوطن من أجمل القيم التي يجب أن نحافظ عليها، ونعلمها لأولادنا وللأجيال القادمة، وذلك لأن الوطن ليس فقط أرضاً أو حدوداً بل هو الحياة والهوية والكرامة وغيرها من القيم التي نعيش لها وفيها. ويعتبر أمراً ضرورياً لتعزيز الوحدة والتطور الاجتماعي. ورغم التحديات التي تواجهها قيمة الانتماء الوطني في العصر الحديث، إلا أن أهميتها لا تتأثر، ويجب على المجتمع أن يعمل معاً لتعزيزها وصونها.
حب الإنسان لوطنه وبناء نهضته كحب وكفاح الأم والأب لأسرتهما وبنائها لتكون قوية في تطلعاتها وسلوكها وأدائها وتعليمها، وبهذا تُكون هذه الأسرة مع ملايين الأسر اللبِنات الأولى في تكوين صروح الإنجاز على دروب التقدم والرقي مستمدة وقود مسيرتها من تراثها الحضاري وقيمه ومبادئه.
نحن كإماراتيين أعضاء في جسد هذا الوطن الشامخ نتصف بالمحبة والتعاطف والتعاضد عملاً بحديث الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». ومن هنا وجب على كل فرد من أفراد مجتمعنا الإماراتي أن يسعى لتقديم الأفضل له بما يتماشى مع رؤية الوطن وقيادته في ظل الثوابت، ولن نكون غير شعب مبدع وخلاق لأنه قد جمع بين أصالة الماضي ورؤية المستقبل.