العودة إلى الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسعدني أن أعود من جديد للتواصل معكم عبر هذه الزاوية بعد انقطاع عن الكتابة لما يقرب من 40 يوما قمت خلالها بإجازة فضلت أن أقضيها كلها في بلدي الحبيب مصر، لمعايشة الأحداث التاريخية التي تمر بها حاليا والتي ستدفعها نحو آفاق أكثر رخاء واستقرارا بإذن الله، بدعم ومساندة من الأشقاء العرب وخاصة من الإمارات والسعودية والكويت والبحرين والأردن.

كنت سعيدا طوال هذه الفترة بانخراطي في الأحداث هناك وتحولي إلى جزء منها يتأثر بها ويتفاعل معها، أشارك في مسيرات التأييد لثورة 30 يونيو وأنتقد دعاة الرجعية ودعم الإرهاب عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. إنها ممارسة لم أفعلها في عامين سابقين منذ اندلاع ثورة 25 يناير. بحق كانت إجازة ثرية أكسبتني خبرات مهمة من المؤكد، وهذا ما اتمناه، أنها سوف تفيدني في عملي.

وكما هي العادة وجدت ساحتنا الرياضية تعج بالنشاط والحيوية، منها ما هو محلي ومنها ما هو دولي، وكنت قد حاولت العودة مبكرا لحضور مباراة السوبر بين الأهلي والعين والاستمتاع بمتابعة أكبر وأقوى ناديين في الإمارات حاليا، ولكن ظروف الحجز والطيران حالت دون ذلك، ويبقى من حق الفرسان تهنئتهم على انجازهم الأول في سادس سنة احتراف، وهو حق أيضا لسفرائنا أمراء البحار الذين سجلوا إنجازا مقدرا بحصولهم على المراكز الثلاثة الأولى في الجولة الرابعة من بطولة العالم لزوارق أكس كات في إيطاليا، ولكل من سجل وأضاف إنجازا مهما لرياضة الإمارات خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وإذا كانت مباراة كأس سوبر الخليج العربي قد دشنت الموسم الكروي، إلا أنه يمكن القول بأن الموسم سوف يبدأ فعليا اليوم بانطلاق منافسات كأس المحترفين، تلك المسابقة التي أراها مظلومة حتى الآن سواء من الهيئة المسؤولة عن تنظيمها أو من الأندية المشاركة نفسها، فعلى مدى خمسة مواسم ماضية لم يحالفها الاستقرار من حيث أسلوب التنظيم، مرة على مجموعتين وأخرى على ثلاث، وطوال السنوات الخمس المرحلة الأولى على دورين، وهذا الموسم ولأول مرة من دور واحد، كما أنها تفتقد إلى الحافز القوي المشجع للأندية على الاهتمام بها، وكان من الطبيعي أن ينعكس ذلك على طبيعة المنافسة فيها والفائزين ببطولتها، حتى أنه رغم تأهل أربعة فرق للنهائي مرتين، إلا أن أياً منها لم ينجح في الفوز باللقب مرتين.

وإذا كان البعض يرى في عدم حصولها على الاهتمام الكافي من الأندية نوعا من التقصير، إلا أنه لا يجب أن نلوم الأندية قبل توجيه اللوم لاتحاد الكرة نفسه ومعه لجنة دوري المحترفين المسؤولة عن تنظيم المسابقة والدفاع عن حقوق الأندية، لقد طالبنا أكثر من مرة بضرورة أن يكون هناك حوافز للأندية حتى تمنح البطولة ما تستحقه من اهتمام ينعكس إيجابيا على مستوى اللعبة، وأقل هذه الحوافز منح جوائز مالية للمتأهلين للمربع الذهبي بخلاف جائزة البطل مع منحه إحدى أوراق الترشح للمشاركة في البطولات الخارجية، وأفضل تسمية البطولة مسبقا، وهكذا يصبح للمسابقة رونقها الذي يشجع الأندية والأجهزة الفنية واللاعبين على الاهتمام بها، والذي سينعكس بدوره على مستوى الأداء وجذب الجماهير لمتابعة المباريات.

مرة أخرى أجدد الطلب وأناشد المسؤولين في الهيئتين مناقشة هذا الاقتراح، فالفرصة ما زالت متاحة لضمان تنظيمنا بطولة أخرى قوية.

Email