فكرة جميلة وذكية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنا بالأمس على موعد مع مؤتمر صحافي، رغم أنه لا يتعلق بأي من الهيئات الرياضية الرسمية التي نتعامل معها، إلا أن طبيعة الاهتمام به والتحضير له كانت كفيلة بلفت انتباهنا إلى أهمية تغطيته.

 فالإعلان عن موقع له علاقة بالجماهير وعشاق الأندية ليس جديداً، بل وهناك الكثير والكثير من المواقع التابعة لمحبي ومشجعي مختلف الأندية على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن أن يكون الموقع مخصصاً للمساهمة في شراء من تحب من اللاعبين لناديك المفضل، وأن يتم إقامة المؤتمر في فندق «أرماني» الكائن داخل أعلى مبنى في العالم «برج خليفة»، وأن يحضره اثنان من نجوم كرة القدم ميشيل سلغادو لاعب ريال مدريد الإسباني السابق، وباكاري سانيا نجم أرسنال الإنجليزي حالياً، مع الإشارة في الدعوة إلى وجود مفاوضات لمشاركة الأسطورة مارادونا والنجم اللامع ديفيد بيكهام، فكل هذا كفيل بجذب أي وسيلة إعلامية لحضور الحدث وفك رموزه.

وكلنا نعلم كم حجم المشاكل المالية التي تعانيها كل الأندية، ولا أستثني منها أحداً، أي الغنية والفقيرة، وأقصد هنا مشاكل كرة القدم بشكل خاص بسبب المبالغ المالية الباهظة المفروض دفعها عند التعاقد مع اللاعبين والمدربين، ومع بداية كل شهر عند صرف الحوافز والمرتبات والمكافآت، وغيرها من المصاريف، التي لا أول لها ولا آخر، وكثيراً ما يصل الأمر إلى عدم قدرة بعض الأندية على التعاقد مع لاعبين محددين في حاجة ماسة إليهم، وذلك بسبب عدم قدرتها على الإيفاء بمتطلباتهم، فماذا لو جاءت هيئة أو شركة أو مجموعة أفراد وأخبروا الأندية أن لديهم حلاً سحرياً للمساعدة في حل هذه المشكلة، وبما يتناسب ويتناسق وعالم الاحتراف الذي أجبر الجميع على التفتيش في كل شيء بحثاً عن أفكار تمطر مالاً.

الفكرة طرحها ثلاثة أشقاء من آل بالهول، وهم فيصل وخالد وخلفان، وتقوم على أساس أن أي نادٍ لديه الرغبة في التعاقد مع نجم معين في أي لعبة وليست لديه القدرة المالية الكافية، يعلن رغبته من خلال الموقع الإلكتروني المخصص لذلك فتقوم جماهيره ومناصروه بالتبرع لحساب هذه الصفقة التي يعلن عن قيمتها وما دفعوه فيها، وإذا فشلت المفاوضات يتم إعادة الأموال إلى أصحابها، وبذلك يمكن للنادي الاستفادة من دعم جماهيره كل حسب استطاعته، بما يعينه على التعاقد مع من يريد، والأنسب لفريقه، ويرضى عنه جمهوره، وأرى أنه من شأن هذه الفكرة دعم علاقة الانتماء بين النادي والجماهير وتشجيعها على متابعة مختلف المباريات على الطبيعة لإحساسها بأنها شريكة في النادي.

المدهش أن المشروع ليس وليد اللحظة، فالأشقاء الثلاثة أصحاب هذه الفكرة الذكية بدؤوا عملهم قبل فترة على مستوى السوق الأوسع مع أندية العالم وخاصة في أوروبا وأميركا، ولأنهم مؤسسة تجارية، كما أعلنوا، فمكسبهم الأساسي من الإعلان على الموقع، لما يميزه من انتشار في شتى أنحاء العالم وتردد أعداد غفيرة عليه، لقد طرحوا مجرد عناوين لعدد من الخدمات الجديدة التي سيقدمونها خلال الفترة المقبلة، وعلى الرغم من أنهم لا يأملون في منطقة الخليج تحقيق الرواج الكبير لصغر حجمها مقارنة بالعالم، إلا أنني أخالفهم الرأي، وخاصة إذا نجحوا في الاتفاق مع كل أندية المنطقة، لكن يبقى التحدي الحقيقي في مشجعي الأندية، فهل لديهم الرغبة الصادقة في دعم أنديتهم ومساندتها؟ إن غداً لناظره قريب.

Email