لاعب بنصف مليار درهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

المتابع للساحة الكروية من المؤكد أنه شعر بحالة النشاط والحيوية التي تعج بها على صعيد التعاقدات مع اللاعبين الجدد وخاصة المواطنين، حتى أنه لا يمر يوم إلا وبين أيدينا من 5 إلى 10 عقود بين جديدة وتجديد يتم التوقيع عليها بين الأندية واللاعبين، وتأتي هذه الحركة في إطار الاستعداد للموسم الجديد ومحاولة سد الثغرات وعلاج العيوب التي كشفتها المباريات في صفوف الفرق، وذلك إما تنفيذاً لطلبات المدربين الذين استمروا مع فرقهم، أو بناء على نصائح من رحلوا وسجلوا ذلك في تقاريرهم وحظيت بموافقة اللجان الفنية في بعض الأندية، وهي صورة طبيعية تحدث في كل دول العالم المطبقة لنظام الاحتراف، وإن اختلفت بعض الشيء عنا في سرعة تنقل اللاعبين بين فرق الأندية.

وإيضاحاً للأمر نلاحظ أن عدداً كبيراً من لاعبينا يتواجدون كل موسم في ناد جديد، وقليلا ما يستمرون لموسمين أو ثلاثة، ليس لأن الأندية اكتشفت سوء مستواهم، ولكن لأن الخيارات معدودة وقليلة أمام الفرق، وغالبية اللاعبين يفضلون الآن، بتشجيع من الوكلاء، العقود قصيرة المدة، لتأثيرها في زيادة العائد المادي، وفي المقابل أيضا هناك أندية تفضل اتباع أسلوب الإعارة لفترات قصيرة مع بعض اللاعبين كنوع من الادخار واحتمال الحاجة إليهم مستقبلا، لهذا نجد أن حركة اللاعبين المواطنين أصبحت مكلفة جداً للأندية، حتى أن متوسط الانفاق يصل إلى 50 مليون درهم في كل ناد من الأندية المنافسة على المراكز المتقدمة، لكنه يقل كثيراً عن هذا المعدل في معظم الأندية الأخرى، هذا بخلاف ما تتحمله الأندية من نفقات للتعاقد مع اللاعبين الأجانب والأجهزة الفنية والإدارية والطبية.

نعترف بأن هذه المبالغ تشكل عبئا كبيراً على كل الأندية من دون استثناء، سواء من تصل ميزانيتها السنوية إلى 300 مليون درهم، أو التي لا تزيد ميزانيتها عن 10 او 15 مليوناً، خاصة وكل أنديتنا تعتمد على الإعانات الحكومية والشخصية، ولا تمثل عائدات التسويق فيها إلا القليل من هذه الميزانيات، ولا أنسى في هذا الصدد عبارة قالها، عبدالله النابودة، رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، "النادي الذي يتمكن من توفير 30% من إنفاقه واحتياجاته من خلال التسويق التجاري يعتبر ناجحا جدا"، وعندما يصدر هذا الرأي من رجل تمكن من قيادة سفينة النادي الأهلي إلى كل هذه الإنجازات، فلابد وأن نتوقف عنده كثيرا ولا يمر مرور الكرام.

صحيح أننا قطعنا مسافة لا بأس بها من عمر الاحتراف، والآن على مشارف السنة السادسة من التجربة، إلا أنه لابد وأن ندرك بأننا مازلنا في البداية والمشوار طويل حتى يأتي اليوم الذي تصبح فيه هذه الأرقام لا تساوي شيئا، ونجد أحد أنديتنا يعرض على لاعب 500 مليون درهم مقابل انتقاله إليه، فهذا يحدث حاليا في أوروبا، واعتقد أن كثيرين تابعوا ما نشرناه في نهاية الأسبوع الماضي، عندما أبدى نادي موناكو الفرنسي، الذي يملكه الملياردير الروسي ديمتري ريبولوفليف، استعداده لدفع 100 مليون يورو مقابل ضم البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم ريال مدريد الإسباني، وهذا المبلغ الذي يعادل نصف مليار درهم تقريبا، يوازي الميزانية السنوية الكاملة لأربعة من أكبر أنديتنا، فمتى سيأتي اليوم الذي يدفع فيه أحد أنديتنا هذا المبلغ مقابل لاعب واحد؟، من يريد المعرفة عليه الانتظار، وأدعو الله أن يطيل عمره حتى يرى ذلك.

Email