شراكة ناجحة ولكن

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم ما يعلن رسمياً اليوم بشأن اتفاق لجنة دوري المحترفين مع قنوات أبوظبي الرياضية بشأن الحصول على حقوق البث التلفزيوني لمسابقاتها الأربع، دوري الخليج العربي، دوري الرديف، كأس المحترفين، وكأس السوبر، إلا أن هناك حقيقة أخرى لا دخل للجنة بها وهي، استمرار الشراكة الناجحة بين القناتين الكبيرتين أبوظبي الرياضية ودبي الرياضية.

واتفاقهما على اقتسام حقوق بث هذه المسابقات على مدى السنوات الثلاث القادمة، وهذا ما كشفه وأكده كل من محمد نجيب مدير عام قنوات أبوظبي، وراشد أميري مدير عام قنوات دبي، وننشره أيضا اليوم، وهي خطوة جيدة تحسب لهما وتستحق الإشادة والثناء، وتنسجم وما ألفناه منهما في السنوات الأخيرة.

لكن ما لا يعرفه الكثيرون، أن كل قناة كانت قد تقدمت بعرض منفصل في بداية المزاد، ودون الدخول في تفاصيل، وبناء على طلب قناة أبوظبي واتفاق بين الطرفين، أعلنت قناة دبي سحب عرضها والخروج من المزاد، الذي انتهى إلى ما يعلن رسميا اليوم عن فوز قناة أبوظبي، والتي حصلت حسب مصادرنا على هذه الحقوق مقابل 85 مليون درهم.

وهذا أمر إيجابي وذكاء من المسؤولين في القناتين الذين سجلوا الهدف دون الدخول في متاهات تسفر عن مغالاة في العروض وأعباء مالية تشكل ضغطا عليهما في المستقبل، وهذه السياسة أدركا مميزاتها وحسناتها في تجارب كثيرة سابقة.

لكن يبقى هناك أمران لابد من التوقف عندهما، الأول يتعلق بتشفير بعض المباريات، كما سبق ونشر "البيان الرياضي"، بهدف تحقيق عائد مادي للقناتين والمساهمة في جذب الجماهير للمدرجات، ولكن تطبيق هذه الخطوة يحتاج لدراسات كثيرة أعتقد أنها تتم حاليا، لخضوع التطبيق لظروف كثيرة على أرض الواقع لا يمكن تجاهلها، وأهمها ما يتعلق بالتأثير الفعلي على المدرجات مقارنة بحجم العائد المادي على القناتين.

والأمر الثاني، يتعلق بما علمناه من اتجاه إلى منح حقوق التصوير والنقل إلى شركة خاصة، تبيع بعد ذلك للقناتين وأي قنوات أخرى راغبة في حق عرض المباريات، وهو أمر لا أفهمه من قناتين كلاهما لديه إمكانيات فنية وبشرية ضخمة.

وما لا يقل عن 5 عربات نقل خارجي واستوديوهات ومعلقين ومحللين ومرتبات وخلافه، فأين ستذهب هذه الإمكانيات؟، وهل هناك جدوى اقتصادية منها؟، أم هي رغبة في الارتياح من وجع الرأس؟، أم أن هناك أسبابا أخرى لا نعلمها؟. نحن نتحدث عن مئات الملايين التي تنفق سنويا في هذا المجال، وإن لم تحسب صح ستكون الخسارة فادحة.

Email