رحيل غير مفاجئ

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإعلان عن رحيل المدرب الإسباني كيكي فلوريس عن النادي الأهلي، نتيجة توقعناها في ضوء تأخره غير الطبيعي عن تحديد مصيره من عرض الأهلي بتجديد عقده لعامين آخرين مع زيادة مالية عما كان يتقاضاه في الفترة الماضية، وقد أشرت إلى هذا الأمر في هذه الزاوية قبل يومين، عندما سألته عن سر المماطلة في الرد على طلب الأهلي، خاصة وفي عالم الاحتراف كل واحد حر في اتخاذ ما يراه مناسبا طالما هناك التزام باللوائح والقوانين والشروط، ولا يوجد تجاوز من أحد على حساب الآخر، وحسب معلوماتي كان المتوقع أن تكون لكيكي بعض الرسائل التي يريد إطلاقها عبر وسائل الإعلام في حال إذا كان قراره النهائي هو الرحيل، لكنه فاجأ الجميع يوم أمس بإيجازه الشديد في الكلام ثم الرحيل في مشهد كان هناك اتفاق على أنه مؤثر.

وهذا الأمر يضعني مرة أخرى امام أكثر من علامة استفهام، فلماذا غير رأيه واكتفى بهذه الرسالة التي امتدح فيها علاقته بالنادي وإدارته والفريق، وسعادته بالفترة التي قضاها معه وحزنه لفراقه، مع تمنياته للفريق بالتوفيق ومواصلة ما حققه معه من نجاحات.

فهل كيكي من النوع العاطفي مثل العرب، وقد تأثر بالحالة العامة التي عاشها هنا والتي تصادمت مع طبيعة العلاقات الاحترافية التي اعتاد عليها في مشواره السابق؟، لكنه في النهاية فكر بعقله الاحترافي الذي فرض عليه الرحيل واختيار العرض البديل، أم أنه يرى ما لا نراه نحن ،وحسب تقديراته فلن يكون بوسعه تحقيق أفضل مما حققه مع الفريق، وبالتالي فضل الابتعاد حتى لا تقل أسهمه في السوق، ويمكن أن ينال هذه الفرصة مدرب آخر جديد لديه الطموح الذي يجدد به طموحات اللاعبين؟.

أعلم أن هناك عددا كبيرا من المدربين يفضلون العمل مع الفرق لفترات قصيرة، لقناعاتهم في أن طول المدة لا يحدث إضافات كبيرة أو مؤثرة، بل وفي كثير من الأحيان يأتي بنتائج عكسية، وهذه وإن كانت حقيقة نلمسها في عملنا إلا أنها قاعدة غير مجردة ولها استثناءات كثيرة، وفي كل الاحوال ليس أمام الأهلي غير التعامل مع الواقع الحالي، صحيح انه سيفتقد حالة الاستقرار التي كان سيمر بها في حال استمرار كيكي، لكن اعتقد أن كل الأندية تعودت على هذه الظروف وحدوث التغيير الدائم في المدربين، سواء برحيلهم أو بترحيلهم، وربما يكون في التغيير مصلحة للفريق ونظرة بروح جديدة للمرحلة القادمة التي يتطلع فيها لمعانقة لقب دوري المحترفين مرة ثانية.

وأخيرا أنا على يقين من أن إدارة الكرة في النادي الأهلي والتي برهنت على عملها بأسلوب احترافي في المرحلة الماضية، كانت تعلم أنها قد تضطر لمواجهة مثل هذا الموقف، وبالتالي استعدت له جيدا، وهذا ما سبق أن أشرت إليه أيضا، ويقيني أنه خلال ايام قليلة جدا سيعلن الأهلي عن أسم مدربه الجديد، والذي سبق له أن حضر إلى دبي قبل بضعة أيام وبحث معه الأمر بشكل مبدئي، المهم هو الكفاءة والقدرة على إكمال المسيرة، كما قال عبد الله سعيد النابودة، رئيس مجلس إدارة الأهلي في المؤتمر الصحفي، وطالما سيحسن الأهلي اختيار مدربه بناء على هذه القاعدة فلن تكون أمام فريقه أيه مشاكل في الفترة القادمة، خاصة وقد قطع الفريق مسافة كبيرة من رحلة التعاقدات واستكمال صفوف الفريق للموسم الجديد.

Email