لماذا المماطلة يا كيكي؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

التصريحات التي أدلى بها عبدالله سعيد النابودة، رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، قبل يومين، على هامش حفل الغداء الذي أقامه للأسرة الأهلاوية بمناسبة الإنجازات الكبيرة التي حققتها مختلف فرق النادي في الموسم المنتهي، أفادت بأن مصير الإسباني كيكي فلوريس، مدرب الفريق الأول لم يحسم حتى الآن ويحيطه بعض الغموض، على الرغم من الخطوات الجادة والمرحلة المتقدمة التي قطعها النادي معه في هذا الاتجاه وأهمها عدم الممانعة في توقيع العقد لمدة سنتين، ما يدفعنا إلى الشك في وجود رغبة لدى كيكي بالرحيل وخوض التحدي في مكان جديد، خاصة وأن لديه بالفعل مجموعة من العروض من فرق أوروبية، بينها فرق كبيرة يتمنى أي مدرب العمل معها، وربما كان يتصور أن اشتراطه أن يكون العقد لمدة سنتين قد يدفع الأهلي ليكون الرفض من جانبه.

وحسب معلوماتي فإن الأهلي يريد بالفعل الإبقاء على كيكي، للقناعة بإمكانياته وقدرته على قيادة الفريق في المرحلة المقبلة وتحقيق ما لم ينجح في تحقيقه في الموسم المنتهي، وبشكل خاص الفوز بلقب دوري المحترفين، كما أن إدارة كرة القدم في الأهلي على قناعة تامة بعدم مسؤولية كيكي عن ضياع فرصة الفوز باللقب، والتي ظهرت في الدور الأول بتعادل الفريق في خمس مباريات على أرضه، حتى إن كيكي نفسه أبلغهم بين الدورين عن تقديره أن اللقب قد طار، كما أن الإدارة على يقين أيضاً، بعد دراستها للأمر والوقوف على أسبابه، بقدرة الجهاز الفني والمجموعة الحالية على التعويض، وهذا ما يجعلها حريصة على استمرار كيكي، ويدفعها إلى دعم صفوف الفريق بعدد من الوجوه الجديد في إطار التحضير للموسم الجديد.

هذا الغموض في موقف كيكي يفسر عدم الإعلان حتى الآن عن مصيره مع الأهلي، وتأخره كل هذا الوقت رغم انتهاء الموسم، لكن الغريب في الأمر وما يتناقض مع احتمالية رغبة كيكي في الرحيل، هو بقاؤه حتى الآن في دبي دون إعلان موقفه النهائي، ما قد يفسر إما بعدم حسم أمره مع النادي الآخر الأوروبي في انتظار إعلان موقفه، وبالتالي لا يريد هو الآخر التعجل في حسم أمره مع الأهلي باتخاذ قرار يندم عليه، وإما أنه يسعى لتحقيق مكسب إضافي وزيادة قيمة عقده السنوي، وأنا شخصياً أرجح الاحتمال الأول، وأستبعد الثاني، لأن النادي الأهلي لا يمكن أن يعطل الصفقة لرفضه زيادة راتب المدرب، حيث من الطبيعي أن يكون الأهلي قد عرض بالفعل زيادة في العقد مقارنة بالسابق مقابل التجديد.

عموماً، إذا كانت هناك قناعة في قدرات وإمكانيات كيكي واستعداد كامل من الإدارة لتنفيذ احتياجاته دعماً للفريق، فسيكون المدرب هو الخاسر إن لم يجدد عقده ولو لسنة واحدة يمكن أن يحقق خلالها الكثير من الإنجازات، خاصة وأنه أدرى من غيره بما يتمتع به الفريق من عناصر قوة بالمقارنة مع الفرق الأخرى، وما يمكن أن يميزه ويضيفه من بطولات، ولو حققها سيكون سعره أعلى في السوق.

 هذه مجرد قراءة في واقع الرجل الذي قاد الفرسان للقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة، قد يكون لها منطقها المقبول من البعض وقد يختلف معي آخرون، لكن من الطبيعي أن يشغل تفكيرنا، رغم قناعتنا بأنه حتى لو أعلن الرحيل فإن الأهلي سيكون جاهزاً للإعلان عن مدربه الجديد خلال أيام معدودة.

Email