أفراح الفرسان

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أن حصل فرسان الأهلي على لقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم وأفراح النادي متواصلة، ليس فقط احتفالا بهذا الإنجاز الخاص والغالي، وإنما أيضا احتفالا بباقي الإنجازات التي حققتها فرق النادي في مختلف الألعاب، والتي بلغ عددها 16 كأسا بخلاف الدروع وجوائز الأفضلية التي نالها من مجلس دبي الرياضي، وجميعها باستثناء الدروع كانت حاضرة في حفل الغداء الخاص الذي أقامه عبد الله سعيد النابودة رئيس مجلس إدارة النادي رئيس شركة كرة القدم، ظهر أمس في فندق غراند حياة، تعبيرا عن سعادته بهذه الانجازات وتقديره البالغ لأصحابها، وكل من ساهموا في تحقيقها، سواء من أفراد وقيادات رياضية منتمية أو محبة للأهلي، أو من شركاء استراتيجيين ساهموا أيضا في دعم مسيرة فرق النادي، وبالطبع ما كان للإعلام باختلاف أشكاله غيابه عن الحفل.

من خلال حضوري الحفل لمست حجم الفرحة والسعادة التي يعيشها كل أهلاوي في الوقت الحاضر، وحجم الرضاء عن السياسة التي ينتهجها عبد الله النابودة في إدارته للنادي، كان هذا جليا من خلال الإشادة به والتي سمعتها من عدد كبير من الحضور باختلاف مستوياتهم، وتقديرهم للطفرة التي حدثت في كل شبر من النادي منذ توليه المسؤولية، ثم تحولت إلى نهج وأسلوب عمل ورغبة جماعية في استثمارها لما تفرزه من مخرجات تدخل الفرحة والسعادة على قلوب الأهلاوية.

كما كان جليا من خلال حرص كل مدعو على التقاط صورة تذكارية مع بوسعيد، وكثير منهم من أحضروا أولادهم معهم وحرصوا على أن يصافحوا هذا الرجل الذي نجح في إدارة العمل التنفيذي داخل النادي بالبرامج والأساليب التي تؤدي إلى التميز والنجاح.

من أكثر ما أعجبني في المشهد أن صاحب الدعوة حرص على دعوة جميع الأهلاوية المرتبطين بالنادي، للدرجة التي جعلتني أشعر بأنه كان ليدعو حتى كل مشجع أهلاوي لو كانت لديه أرقام الاتصال بهم.

شخصيا قابلت في الحفل أهلاوية لم التقِ بهم منذ سنوات عديدة مضت، منهم لاعبون اعتزلوا وابتعدوا ومنهم إداريون أدوا دورهم وواجبهم لفترة من الزمن مع مختلف فرق النادي، ومنهم قيادات تتولى المهام في هيئات رياضية عديدة، لكنهم دعوا وحرصوا على الحضور والتباهي والتفاخر بانتمائهم للأهلي، وهذا ليس عيبا ولا خطأ بل يزيد من قدرهم، طالما أنهم من الحريصين على خدمة الدولة وتحقيق المصلحة العامة من خلال عملهم العام في القطاعات الرياضية المختلفة.

المهم في المشهد أيضا هذا الالتفاف من الجميع حول النادي، والرغبة والاستعداد لأداء أي دور في الماكينة الأهلاوية الحالية، لقناعتهم بأنها ناجحة والانتماء إليها والمساهمة فيها شرف كبير، وهذا يؤكد على قيمة النجاح وأهمية تحقيق الإنجازات لدعم الترابط بين أبناء الأسرة الواحدة، تأكيدا على ذلك لو نظرنا إلى المشهد في أي أندية أخرى لم يحالفها التوفيق، لوجدناه مختلفا، يخيم عليه الحزن والأسى، بل وعبارات النقد اللاذعة والمحبطة، لهذا علينا الاستفادة والتعلم من هذه التجارب والتأكد من أن كل عمل ناجح حتما سيفرز إنجازات، من المؤكد ستزيد الترابط وتدعم العلاقات التي ترسخ أسس ومبادئ العمل الصحيح والمثمر.

 وعندما أقارن بين ما يحدث الآن، وما سمعته من عبارات عندما أسندت المهمة لعبد الله النابودة، لا بد من أن أقف على دروس كثيرة أهمها ألا نستعجل الحكم على الأفراد، وإنما نهتم ونركز في مراقبة الأداء وتقييم الإنتاج.

Email