الفرسان «يستاهلون»

استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، لإدارة ونجوم النادي الأهلي يوم أمس، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس النادي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس النادي، كان هو أكبر تكريم وتقدير لهم على ما حققوه من إنجازات كبيرة هذا الموسم على صعيد مختلف الألعاب، جعلت من قلعة الفرسان نموذجاً لما يجب أن تكون عليه الأندية، ويقيني أن ما حققته القلعة الحمراء هذا الموسم من إنجازات ربما يسجل رقماً قياسياً لم يسبق للنادي الأهلي تحقيقه طوال مسيرته الماضية.

فالتكريم لا يتوقف عند الأمور المالية فقط، خاصة وقادتنا يغدقون على شبابنا المتفوقين والبارزين ويشجعون المبدعين كلاً في مجاله، ولعلنا نذكر حجم التكريم الذي حظي به نجوم المنتخب الوطني مؤخراً تقديراً لفوزهم بكأس خليجي 21 في البحرين.

ولكن قبل التكريم المالي هناك ما هو أهم وهو التقدير الأدبي، وعندما يحظى فرسان الأهلي وإدارته بهذا الاستقبال فهذا أكبر تقدير لهم، وهم «يستاهلون» قياساً بما حققوه من تميز للقلعة الحمراء هذا الموسم، وما سطروه من نصر سيبقى حياً في ذاكرة التاريخ للأجيال القادمة من عشاق الأحمر، ويكفيهم ما استمعوا إليه من إشادة وتهنئة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وعليهم التركيز في تنفيذ ما نصحوا به، وخاصة الجماعية في الأداء التي ميزتهم وجعلتهم الرقم واحد في الكثير من البطولات، وهذا ما طالبهم به سموه.

ومرة أخرى الفرسان «يستاهلون» هذه الاستجابة السريعة من سموه للحلم الذي أفصح عنه عبد الله سعيد النابودة، رئيس مجلس إدارة النادي، عندما أطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على حلمهم في أن يكون لهم استاد رياضي كبير يحمل اسم سموه، ويكون هدية للأجيال القادمة من الفرسان وشباب الإمارات، حيث استجاب سموه سريعاً للطلب.

ووجه بتحديد المكان المناسب للشروع في التنفيذ بأقرب وقت، خاصة وقد عرض النابودة نماذج للشكل والمستوى المأمول لهذا الاستاد الذي سيحمل اسماً غالياً على كل إماراتي ومحب للإمارات، وكما طرح خلال الاستقبال، فالأرجح أن يكون على طريق العابر، حيث تتوفر الأماكن المناسبة لإقامة مشروع بهذا الحجم وما يتطلب من مرافق وخدمات.

مبروك للفرسان هذا الاستقبال الرفيع، وهذا التقدير المستحق، ولكن اسمحوا لي فهناك واقعة أرى أنه لا يجب أن تمر هذه المناسبة التاريخية لأصحاب الإنجازات دون التوقف عندها، خاصة وهي من أطيب ما سمعت من كلمات، قالها خليفة سليمان، رئيس مجلس إدارة الأهلي السابق، عن عبدالله النابودة رئيس مجلس إدارة الأهلي الحالي.

قال: "هذا الرجل نجح في تحقيق الكثير خلال إدارته للنادي الأهلي وفاق في إنتاجه ما صنعه كل الرؤساء السابقين وأنا منهم، إنها شهادة حق لرجل أعطى وأنجز"، من الممكن أن نسمع إشادة ومثل هذه الكلمات الطيبة من المحبين والمهنئين والمسؤولين، لكن أن نسمعها من رجل سبق له تولي هذه المسؤولية ويقول إن ما حققه خلفه أفضل مما حققه هو، فهذا والله نادر الحدوث، لكنه يدلل على معدن رئيس مجلس الإدارة السابق، وعلى أي مدى هو متصالح مع نفسه ولا يبخس الناس أشياءهم، وبوسعيد يستاهل.