رسائل «بوراشد» للإصلاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

استقبال الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لإدارتي وفريقي العين وبني ياس لكرة القدم على مدى اليومين الماضيين، وتهنئتهما على ما حققاه من إنجاز مثل إضافة مهمة لهما وللعبة والدولة، أرى فيه أمرين، الأول أنه تتويج لجهود الناديين كعمل إداري وجهود لاعبي الفريقين وجهازيهما الفني والإداري كعمل فني في الفترة الماضية كانت ثماره هذا التميز سواء على المستوى المحلي أو الخليجي، خاصة وقد حرص سموه على التركيز على هذا المعنى، مع حثهما على ضرورة مضاعفة الجهود ارتقاء بالمستوى كطريق وحيد للحفاظ على الانجازات، أما الثاني، فيتمثل في الوصول بسرعة إلى نهاية الموسم، والبدء بالإجازة التي لن تطول كثيرا حيث سيبدأ الإعداد مبكرا للموسم الجديد الذي سينطلق مع نهاية اغسطس المقبل، وهذا مهم ومطلوب ومفروض على جميع الأندية.

كنت أرغب الحديث عن النقطة الأخيرة لأهميتها، ولكن لا أريد ان يطول الوقت دون التوقف عند التصريحات التي أدلى بها سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، على هامش سباق صير بونعير السنوي للسفن الشراعية، فقد تعودنا على الإنصات بتركيز لكلمات سموه في منبر الفهيدي، لما تحمله من تحليل دقيق وقراءة متأنية للواقع والكثير من الأوجاع التي تئن بها الساحة الرياضية عامة وكرة القدم خاصة، هذا ما نتوقعه وهذا ما حدث بالفعل، فقد وضع "بوراشد" النقاط فوق الحروف على الكثير من العناوين المهمة لحالتنا الرياضية بما فيها ناديه النصر، وإذا كان قد التمس له العذر في أشياء إلا انه دانه في أشياء أخرى مثل مستوى اللاعبين الأجانب المتعاقد معهم لفريقه الاول، والذين وصفهم مع باقي أنديتنا بأنهم درجة ثالثة.

أعلم أن الوصف قاس ليس على اللاعبين ولكن على الأندية، التي يجب عليها الإنصات بتركيز لهذه المقولة، والتي تلخص الكثير من واقعنا، فاللاعبون يعلمون حقيقتهم جيدا، حتى ولو كان من بينهم من كانوا نجوما ودرجة أولى في فترة سابقة، لكنهم الآن أصبحوا أو معظمهم "عواجيز" وفقدوا بعض أنيابهم، وبالتالي فإن الكلام يوجه رسالة مهمة لشركات كرة القدم مفادها التركيز عند اختيار اللاعبين وعدم الاكتفاء بالانجراف وراء كلام وتهويل الوكلاء الذين لا يهمهم إلا اتمام عمليات البيع، ولا ألومهم، والأمر هام أيضا على صعيد المدربين والتركيز عند التعاقد معهم وعدم الرضوخ لكل طلباتهم وخاصة ما يتعلق منها بالشروط الجزائية التي تتحول إلى أسلحة فتاكة موجهة إلى صدور إدارات الأندية نفسها.

سمو الشيخ حمدان وجه العديد من الرسائل المهمة التي يجب ألا تمر مرور الكرام على المسؤولين في الأندية واتحاد كرة القدم، خاصة والكثير منها تعلق وبإحساس صادق بكيفية وضع النظم واستثمار اللاعبين الأجانب وبناء المنتخبات الوطنية والكوادر الفنية المواطنة. كلام سموه كان واضحا ولا يحتمل أي لبس أو تمويه، وبالتالي يجب أن يكون التعامل معه على نفس القدر، دون لبس أو تمويه، وبما أننا في نهاية الموسم وكل الأمور اتضحت امام المسؤولين في الاتحاد والأندية، فنرجو أن يكون تعاملهم مع خطوات التصحيح على نفس القدر من الصدق والوضوح، وأن نلمس في السنة السادسة من عمر الاحتراف التغيير المؤثر والبناء.

Email