الرميثي أيضاً مسؤول

ت + ت - الحجم الطبيعي

ماذا تعني التصريحات التي أدلى بها عبدالله سالم الرميثي، النائب الأول لرئيس مجلس إدارة نادي الوصل؟، أنا لا أقصد ما تضمنته من انتقاد لأسلوب الأداء داخل شركة الوصل لكرة القدم وخلافه، وإنما المقصود منها خارج إطار غرفة اجتماعات مجلس إدارة النادي.

فالمفروض عندما يكون هناك اعتراض على أي أداء من جانب مسؤول بهذا الحجم أن يطرح انتقاداته داخل اجتماعات المجلس، وفي حضور جميع الأعضاء، لمناقشة الأمور بما يحقق الصالح العام للنادي، وخاصة عندما يكون بحجم قلعة كبيرة مثل الوصل، وكذلك هناك كبير للعائلة الوصلاوية، بمقدوره الذهاب إليه وطرح كل ما لديه من شكاوى، بما يضمن العلاج في هدوء ودون إثارة أو مبالغة، تضيع معها الحقيقة، وربما يكون لها آثار سلبية على مجمل الأداء الرياضي لمختلف فرق النادي.

لا يختلف اثنان على أن حالة التراجع الكبيرة التي أصابت الفريق الأول لكرة القدم، أثرت، ليس فقط على مشجعي ومحبي النادي، وإنما على الكثير من الفرق الأخرى داخل قلعة الفهود، ذلك لأن المزاج العام يعاني من غصة، خاصة مع حدوث النقيض لكل ما توقعه الوصلاوية لفريقهم، ولكن حدث عكسه، وبدلًا من تقدمه للأمام؛ تراجع للخلف، لكن لابد وأن نعترف في ذات الوقت بأن هناك جهوداً تبذل، سواء من جانب الإدارة أو شركة كرة القدم، من أجل انتشال الفريق من هذه الحالة ووضعه من جديد على الطريق الصحيح.

قد نتفق أو نختلف مع طبيعة وآثار هذه الجهود، لكن لا يمكن أن نتجاهلها أو نغفلها، وأعتقد أن اختيار المدرب الوطني عيد باروت لتولي مهمة تدريب الفريق في هذه الظروف الصعبة والحرجة، كان من أفضل الخيارات المطروحة أمام الشركة لمساعدة الفريق.

وإذا كان عبدالله سالم غير موافق على هذا الاختيار، أو على التعاقد مع أي لاعب آخر، وإن كان هذا ليس من اختصاصه، وإنما من اختصاص شركة كرة القدم، المسؤولة في النهاية أمام مجلس إدارة النادي، فكان الأولى به مناقشة الأمر في إطاره الرسمي، وليس عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، التي وجدت في تصريحاته، كما يقول أخواننا اللبنانيون «سيرة وانفتحت»، وكان عليه مطالبة المجلس مثلاً بعقد اجتماع مشترك مع شركة كرة القدم، لمعرفة بعض الحقائق إذا كان يراها خافية عليه، وعلى باقي أعضاء المجلس، لكن يبدو أن عبدالله سالم على خلاف حتى مع أعضاء مجلس إدارة النادي.

وعلى الرغم من أن النائب الأول لرئيس مجلس إدارة الوصل أظهر في تصريحاته غيرته على النادي، وعلى فرقه ولاعبيه، عندما أشار إلى بعض أوجه النقص، مثل موضوع إنارة الملاعب والحافلات، إلا أنه لم يكن موفقاً عندما قال إن الوصل لن يكون بمقدوره تحقيق أي بطولة بوضعه الحالي.

فمثل هذه التصريحات تحمل من معاني اليأس ما قد يصيب الرياضيين في قلعة الفهود بما هو أكثر يأساً، وبالتالي حاجتهم إلى وقت؛ قد يطول، لتجاوز الأزمة، وأنا أربأ بعبدالله سالم أن يكون هذا مقصده، ليقيني من أنه من المحبين والغيورين على مصلحة ناديه، ولكن في نفس الوقت لا يمكن أن أعفيه من المسؤولية عن خطأ تكرار توجيه اللوم والانتقاد للعمل بالنادي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مع أنه أحد المسؤولين عن هذا الأداء.

Email