قطاع الإسكان الإماراتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصلت دولة الإمارات جهود الارتقاء بقطاع إسكان المواطنين، الذي حافظ على زخم الإنجازات في عام 2023 بدعم ومتابعة حثيثة من القيادة الرشيدة، حيث تعمل الإمارات على تطوير قطاع إسكان المواطنين في مناطق الدولة كافة، وفق استراتيجية قائمة على الابتكار والتميز في الحلول والخدمات، الأمر الذي ساهم في ارتفاع نسبة تملك المواطنين للسكن إلى ما يزيد على 90% حتى نهاية 2022 وهي من النسب الأعلى عالمياً.

ويقدر إجمالي المساعدات السكنية التي قدمتها مختلف الجهات الإسكانية في الدولة حتى عام 2023 بنحو 180 ألف مساعدة سكنية، وبقيمة فاقت 212 مليار درهم. وشهدت الإمارات خلال العام الجاري، الإعلان عن مجموعة من المبادرات والمشاريع الإسكانية الضخمة على المستويين الاتحادي والمحلي، من شأنها تعزيز منظومة الاستقرار الأسري ورفع مستوى المعيشة والحياة الكريمة للمواطنين.
البداية مع برنامج الشيخ زايد للإسكان، حيث بلغ إجمالي قيمة الحزم الإسكانية التي قدمها البرنامج لعام 2023، مليارين و899 مليون درهم، واستفاد منها 3764 من أبناء وبنات الإمارات، لتصل نسبة الالتزام بالخطة السنوية المعلن عنها إلى أكثر من 98%.
وفي أبوظبي اعتمدت الإمارة في مايو الماضي ميزانية إسكان غير مسبوقة بقيمة 85.4 مليار درهم «23.2 مليار دولار» لتطوير مساكن وأحياء مجتمعية متكاملة، ومن المقرر أن توفر هذه المشروعات ما يقارب 76 ألف مسكن وأرض سكنية خلال السنوات الخمس المقبلة.
ومن أبوظبي إلى دبي، حيث أولى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، النهضة الإسكانية أولوية قصوى كونها الدعامة الأساسية لتوفير الحياة الكريمة والاستقرار الاجتماعي الذي يضمن سعادة المواطنين، وخطت إمارة دبي بفضل توجيهاته خطوات متقدمة على درب الارتقاء بملف الإسكان.
وتواصلت الجهود طوال السنوات الماضية وأطلقت المبادرات المتنوعة التي ساهمت في تعزيز وترسيخ النموذج التنموي والحضري لإمارة دبي، الذي يقوم في جوهره على سعادة الإنسان، بتعزيز مقومات الحياة الكريمة للمواطنين، لكي تكون دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم. وذلك بفضل الرؤية الثاقبة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية.
ووضعت إمارة دبي بنية تشريعية حديثة ومتطورة لتنظيم إسكان المواطنين، بما يتوافق والتطلعات الطموحة في جعل دبي المكان المفضل للعيش والعمل والبيئة الحاضنة لأفراد ملؤهم الفخر والسعادة، وواصل بفضل ذلك قطاع إسكان المواطنين تحقيق قفزات وإنجازات نوعية في ظل المتابعة المستمرة والدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة، وفقاً لاستراتيجيات متكاملة تضع الارتقاء بجودة الحياة للمواطنين في مقدمة الأولويات الاستراتيجية، بما يحقق استقرار وراحة وسعادة المواطنين.
وعكست الميزانية الإسكانية التاريخية التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بقيمة 65 مليار درهم للـ 20 عاماً المقبلة للمواطنين في إمارة دبي حرص سموه والأولوية التي يمنحها لمواطني إمارة دبي ورفاهيتهم.
والتي رافقها توجيهات بمضاعفة عدد المستفيدين من برنامج الإسكان في دبي أربعة أضعاف، ومضاعفة الأراضي المخصصة لإسكان المواطنين في دبي لتصل إلى مليار وسبعمئة مليون قدم مربعة، تكفي لسد احتياجات المواطنين للـ 20 عاماً المقبلة.
ليس هذا وحسب، فهناك طموح من نوع آخر في دبي، طموح يناسب قادة دبي، طموح يناسب حلم دبي، مشاريع إسكانية ولكن مشاريع بنموذج تنموي، وأفضل الخدمات وسكن مناسب لبيئة اجتماعية متميزة ورفاهية متكاملة.
لقد عملت مؤسسة محمد بن راشد للإسكان على إطلاق العديد من المبادرات المرتبطة بالقروض ذات الصلة ببرنامج إسكان المواطنين، مثل مبادرة «السداد المبكر» التي استفاد منها عدد كبير من المواطنين، والتي يتم من خلالها إعفاء المقترض بنسبة مئوية من المبلغ المتبقي من القرض، في حالة قيامه بسداده قبل انقضاء المدة.
حيث يتم احتساب قيمة الخصم بناء على عدد السنوات المتبقية من القرض، والقيمة المتبقية كذلك منه، وتصل قيمة الخصم المسموح بها، في إطار هذه المبادرة إلى 300 ألف درهم، وذلك دون احتساب أي خصومات على متأخرات القرض غير المسددة. إضافة لمبادرة «عوض» مكافأة مالية، تُمنح للمستفيد التي صدرت له موافقة قرض بناء، وقام بإنجاز المسكن دون الاستفادة من صرف القرض الممنوح له من المؤسسة، وتقوم المؤسسة بمنحها للمستفيد.
وتحرص المؤسسة على تطبيق أعلى معايير الاستدامة في كافة مشاريعها من خلال الاستفادة من الطاقة المتجددة والحفاظ على استدامة عناصر المشاريع، وتعزيز معايير المباني الذكية لضمان تقديم أفضل خدمة لمواطني إمارة دبي، كما تحرص على أن توفر المساكن تجربة معيشية مستدامة، ضمن نموذج رائد يعزز من جودة الحياة، ويؤمن الاستقرار الأسري في بيئة اجتماعية نموذجية متكاملة، تضم الحدائق والمساحات الخضراء والمناطق الترفيهية، والمرافق والخدمات المتنوعة التي تحقق رفاهية الأسر.
كل ما سبق سرده لتحقيق رؤية صاحب السمو حاكم دبي حين قال: «ملف الإسكان أولوية.. وتوفير الحياة الكريمة حق لكل مواطن ومواطنة، وهدفنا رؤية جديدة متكاملة لملف الإسكان». ولتحقيق رؤية سموه يتابع الأمر سمو الشيخ حمدان بن محمد، والذي أكد على ذلك بقوله: «ملف الإسكان نتابعه بشكل مباشر لتنفيذ توجيهات محمد بن راشد بتوفير كافة احتياجات المواطنين الإسكانية»، إذاً في النهاية نحن نلامس الأمر، ونرى أننا في المقدمة لأن أحياءنا السكنية الأفضل عالمياً. وذات الأمر يسري في بقية إمارات الدولة، لا يسعني المقال لسرد إنجازات الشارقة الباسمة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة.
هذا نحن، وهذه دولة الإمارات. دمتم ودامت إماراتنا.

Email