وعام آخر مضى

ت + ت - الحجم الطبيعي

ويأتي عام جديد دون أن نشعر مرة أخرى، وتستمر الحياة على الرغم من كل الفقد. قد لا نكون في المكان الذي كنا فيه، قد لا نرى من كنا نجالسهم، لم نعد نقابل الأشخاص أنفسهم، شخص حل مكان آخر.

وظيفة محل أخرى، سيارة بدل القديمة. منزل جديد أوسع. وهكذا.

قد تكون مازلت قابعاً في المكان نفسه وفي الشعور ذاته مع الأشياء نفسها، تتشابه الأيام، تتكرر الأحداث.. ما الأمر المهم إذن؟ المهم في الأمر ألا تنظر إلى الأمور التي رحلت عنك، بل انظر لما تحمله بين يديك وتساءل عن المتاح لك في هذا الوقت، غيّر تفكيرك على هذا النحو أن الماضي كان لأبيك وأبي والحاضر لي ولك والمستقبل لأبنائنا، أين نقع نحن؟ نحن في المنتصف، أي عالقون في الحاضر، كل الذي يتوجب علينا أن نعرف كيف نعيش فيه يوماً سعيداً.

واترك الأهداف الكثيرة، خذ هدفاً واحداً وتمسك به لأنه مما يقال؛ الشخص الذي يضع عدداً كبيراً من الأهداف لا يمكن أن يحقق أياً منها، وأحياناً قد يكون كل الذي نرغب فيه أن ننام بهدوء ونستيقظ متلهفين لكوب قهوة أو للقاء أحدهم. ومع مرور الأيام تذكر أن لا بأس في كل الأمور، فلا بأس إن تناولت وجبتك وحيداً أو شاهدت فيلمك المفضل لوحدك، تعود على الفقد لأن لا أحد يدوم وكن مرناً في كل الأمور.
 
تعود إذا سقطت في مكان ما انهض ولتبدأ من جديد، وإذا كان السطح مائلاً حاول أن تتوازن، لأن الطريق ما زال طويلاً والحكاية ما زالت مستمرة، ولا تقاس الأمور بالإنجازات الظاهرة في كثير من الأحيان يكفي أن تكون سعيداً وأن تعمل ما تحب.

وتذكر أن الدعاء يغير الأقدار فارفع يدك للذي هو أقرب لك من حبل الوريد.
فاللهم عاماً يتسع لأحلامنا وأمانينا وشغفنا.
اللهم حكايات تروى وأقلام لا تجف وأحلام لا تنتهي.

 

Email