الاختلاف لا الخلاف

ت + ت - الحجم الطبيعي

من الطبيعي أن نختلف مع الآخرين في تفكيرنا وحياتنا وتكويننا وحتى أشكالنا الجسدية والعقلية، وهذا الاختلاف نعمة ليس نقمة وبه نستطيع أن نثري البشرية، والمعضلة الحقيقية ليس في الاختلاف ولكن عندما يتطور الاختلاف فيتحول إلى خلافات على حساب القيم، والمفترض أن الخلافات قد تقودنا إلى الاحتكام إلى القانون سواء بين الدول أو حتى الأفراد.

إن الاختلاف في وجهات النظر إن وجدت فهي ظاهرة صحية، دعونا نتخيل الحياة لو كلنا ولدنا متشابهين، لن يكون هناك جديد في الحياة، لا في الأفكار ولا وجهات النظر، سوف تكون حياتنا عادية لا خلافات ولا اختلافات ولا تحديات، إن الاختلاف في الآراء قد يساعدنا في النظر للأمور من زوايا مختلفة ويلهمنا في تقديم المزيد من الأفكار الخلاقة، فالاختلاف له فوائده ويتيح التواصل مع الآخرين وخلق أفكار جديدة والبحث عن الحلول.

 قال الشاعر أحمد شوقي: «اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية»، لذلك المفترض أن تتقبل وجهات الرأي المخالف لك، أن تتعامل معها وتتقبل الآخر دون الدخول في الخلاف معه، قال غاندي: «الاختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء»، فلنجعل من الاختلاف جسراً للتواصل ونلغي تلك الخلافات، لقد خلقنا من أجل نشر المحبة والتسامح ونشر السلام في مجتمعاتنا، والاختلاف ليس في التباغض ولا الحسد، الرسول ﷺ قال: «إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا»، وقال أيضاً ﷺ: «لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا»، فلنتعلم أن نزرع المحبة والاحترام والأمان والسلام في نفوس من نحب، لنبني علاقات إنسانية تقوم على الاختلاف وليس على الخلاف، دعونا نكون أصدقاء ومحبين في مجتمعاتنا ونتقاسم بهذا الوجود المحبة والاحترام بالاختلاف وليس بالخلاف.

Email