لا للابتزاز العاطفي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر الابتزاز العاطفي شكلاً من أشكال الابتزاز خاصة عندما يصدر هذا التهديد من الأشخاص القريبين منا، قد نسقط أحياناً في دائرة محيطنا من الناس المقربين منا، يعرفون أسرارنا ونقاط ضعفنا، ربما أسرنا وآباؤنا أو أمهاتنا أو أزواجنا أو حتى رؤساؤنا في العمل وهؤلاء يستخدمون قربهم منا لتحقيق مصالحهم وابتزازهم لنا ناعم يجعلنا نرضخ لهم بكل بساطة وقد نصبح بمثابة مستهدف لهم.

إن الابتزاز العاطفي يعرف بأنه طريقة لاستغلال الفرد باستخدام مبدأ التلاعب بالعواطف وأحياناً صلة القربى والرحم والصداقة وغيرها، لقد رأينا مثل هذا الابتزاز في حياتنا اليومية وقد نشهده من أناس كثيرين في حياتنا العملية، فقد تتعرض الأم لابتزاز من أطفالها مستغلين عاطفتها ومحبتها لهم، يستغلونها لأداء الواجبات وللحصول على الأموال ومساعدتهم في أمور كثيرة وربما غض الطرف والبصر عن تصرفاتهم المراهقة وربما تأخرهم عن القدوم للمنزل مستغلين حبها وحنانها وأمومتها.

 وقالت الكاتبة سوزان فوروارد في كتابها «الابتزاز العاطفي» إن هناك الكثيرين ممن يمارسون عملية الابتزاز العاطفي في حياتنا، بل قد يسرق وقتك الثمين، وذلك عندما لا يعطيك الوقت أو لا يسمح لك بالتفكير في موضوع قاله ويريدك أن تنفذه، وهناك من يستهزئ بوجهات نظرك ويقلل من أفكارك كما يحبطك في كل خطوة تقدم عليها.

وهناك من يستخدم السخرية والتهكم والضحك عليك، وعندما لا تشاركه السخرية على نفسك سيقول بأنك معقد ولا تعرف حس الدعابة والمزح، وكأن المطلوب أن ترضخ وتستقبل ما يساق ضدك من سخرية بل وتسهم في التقليل من نفسك وقيمتك وهذه ستقودك دون شك للشعور بالنقص وقد تستغرب أن من طرق الابتزاز في هذا النوع حيلة الصمت والتجاهل، حيث لا يرد على مكالماتك ولا رسائلك، وعند الرد يكون مختصراً ومشوشاً، وهذه الحالة تجعلك في حيرة وتساؤلات عن الأخطاء التي صدرت منك حتى يعاملك بهذه الطريقة. 

وهناك ممارسات عديدة ومتنوعة لمن يبتزك عاطفياً، المهم أن تكون ثقتك بنفسك كبيرة، وتذكر أنك لست بحاجة لإنسان يزيد عليك هموم الحياة، ويذكرك بشكل مستمر بالنقص أو العثرات، وفي نفس اللحظة لا يقدم المساعدة ولا النصيحة الصحيحة.

Email