تحظى سيناء بأهمية كبيرة في الإسلام، حيث تعد الأرض المباركة التي تجلى فيها المولى سبحانه وتعالى كما أنها أرض الرباط إلى يوم الدين.

وعلى أرض سيناء «سار أنبياء الله إدريس وإبراهيم ولوط وإسماعيل ويعقوب ويوسف وشعيب والأسباط وموسى وهارون ويوشع بن نون وإلياس وأرميا ولقمان وعيسى»، وولدت السيدة هاجر المصرية أم النبي إسماعيل. ويعد جبل سيناء من أقدس الأماكن في الديانات السماوية.

ومن المتعارف عليه تاريخياً وسياسياً أن هناك مشروعاً سبق أن طرحته إسرائيل في سنة 1956 وينص على إضافة 1600 كيلومتر مربع من أراضي سيناء إلى قطاع غزة وبناء دولة فلسطينية عليها مقابل التنازل عن الضفة الغربية، وهو المشروع الذي عرضه الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، على الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عهد حكم الإخوان لمصر، وحينها فجّر عباس جدلاً كبيراً في الشارع المصري، فقال عباس في كلمة ألقاها في اجتماع الهيئة العامة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في محافظة رام الله والبيرة، إنه رفض اقتراح مسؤول مصري، لم يفصح عن اسمه، بالتنازل عن الضفة الغربية، مشدداً على أنه لن يتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني كما لا يقبل بفصل غزة عن الضفة.

وفي فترة حكم الإخوان المسلمين لمصر، اتهمت أوساط إعلامية وسياسية قريبة من مرسي بتدبير مؤامرة لتوطين الفلسطينيين في سيناء بناء على قرار في شأن مشروع تنمية المنطقة يسمح أحد بنوده بجواز معاملة من يتمتع بالجنسية العربية معاملة المصريين في التملك شريطة موافقة رئيس الجمهورية والقوات المسلحة.

وقد صرح وقتها الخبير الأمني اللواء سامح سيف اليزل، أن الشعب المصري ثار على جماعة الإخوان المسلمين، بعدما باع مرسي وخيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة، 40% من سيناء لحركة حماس الإخوانية مقابل 8 مليارات دولار.

وعد في أحاديث صحافية، أن تصريحات عباس جاءت لتفضح أمام الجميع هذا المخطط التآمري على مصر، قائلاً، إن الإخوان اتفقوا مع أمريكا على تمكين الفلسطينيين من إقامة دولة على ثلث سيناء وكل غزة مقابل تنازلهم عن الضفة الغربية والقدس، ولكن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تمكن من إجهاض هذا المخطط وأنقذ مصر والقضية الفلسطينية.

وغني عن القول، أن الثورة الشعبية المصرية في 30 يونيو، أربكت حسابات من راهنوا على حكم «الإخوان»، وخاصة الحزب الديمقراطي الأمريكي ومؤيديهم، كما أن الكونغرس الأمريكي بدوره طالب باسترداد 8 مليارات دولار تسلمها خيرت الشاطر دعماً لجماعة الإخوان مقابل تسليم 40 % من مساحة مصر للفلسطينيين التابعين لأعضاء حماس، حسب الوثيقة المبرمة بينهم. وحينما أصبح خيرت الشاطر وأعوانه، خارج السلطة، أصبحت القيادة الأمريكية غاضبة لعدم إتمام المشروع المتفق عليه مع جماعة «الإخوان».

للإشارة فإن الوثيقة المتفق عليها والمُوقع عليها كل من الرئيس المعزول مرسي، ونائب المرشد العام خيرت الشاطر، ومستشار مرسي للشؤون الخارجية، عصام الحداد، تحفظت عليها القوات المسلحة المصرية، حفظ الله أرض الكنانة شعباً وجيشاً وقيادة.